Sawsan Salameh

أغنية عن كلبة

اعتراف أزعر (ملحمة صغيرة)   لا يُحسِن الغناءَ أيٌّ شاءْ ولا مقدّرٌ لكلّ من أرادَ أن يكونْ تفاحةً ناضجة في جنّةِ الغُرباءْ.   ها أعظمُ اعترافْ يُدلي بهِ أزعرْ.   عَمْداً أسيرُ أشعثَ الشعرِ رأسي على كتفيَّ كالقنديلْ. أريدُ أن ... قراءة المزيد

سيرغي يسينِن

في عام 1907 أو 1908 روى ستيفان جيرومسكي[2] لي وللكاتب البلغاري بيتكو تودوروف[3] في مدينة كابري (الإيطالية) قصة صبيٍّ فلاح، من إثنيّة جْمود أو مازور، قادته الصُّدَف إلى مدينة كراكوف البولندية فتاهَ فيها. وأمضى الصبيُّ وقتاً طويلاً يجوب الشوارع، لا ... قراءة المزيد

جسد الكلمات الشفيف

صباح أحد   تاركاً كل شيء، ومستغنياً عنه، جاء، يجرّ شراشيبَ فضية خلفه. . طبعات يديه وآثار خطوته في الهواء، خمائر ضوء. وليس له صورة في الأضابير. . من جهة الشرق، ملتمساً خطواتك محتشداً بالبنفسج مخترقاً عشرات التلاميذ في موقف ... قراءة المزيد

دوستويفسكي في الدار البيضاء

اقتنيت من سوق الكتب المستعملة في حي “الحبوس” رواية “ملعون دوستويفسكي” للأفغاني عتيق رحيمي. كان شبيه راسكولنيكوف وسالي في الرواية، شاب وشابة أفغانيان. يظهر الشاب صامتاً طوال الوقت، في حالة خرس اختياري. أقرب شبهاً ببطلي هذا نجم ساحة اﻷمراء في ... قراءة المزيد

لماذا أنت راحل يا سيدي

كان أستاذ المدرسة راحلاً عن القرية، وبدا الأسف على الجميع. أعاره صاحب مطحنة كريسكومب العربة البيضاء المُبطّنة بالكنفا وحصاناً لينقل أمتعته إلى المدينة التي يقصد، وتقع على بُعد مسافة عشرين ميلاً، وكانت وسيلة نقل ذات حجم كافٍ لحمل أغراض المُدرّس ... قراءة المزيد

الأنف

تعرفت على أنفي منذ حوالي العام، بدأت القصة بيننا بسبب بثرة لاحظت وجودها وأنا أعمل عملي الروتيني في العناية بالبشرة. البثرة كانت لا تُرى بالعين المجردة، تحسستها بينما كنت أدهن مستحضراتي التجميلية، وحسبتها ستزول قريباً كما أتت وزالت كثير من ... قراءة المزيد

ما العمل!

صباح الفجاءة المكررة أيام دون أي جديد صباح أعيد فيه ترتيب الحجارة والحصى والكُسارة المكسَّرة.   تنقشع الصورة من الحلَك شيئاً فشيئا. أستيقظ. كمن همَّت به غفوة في مأواً مريب. أحدّق في الجدران وعلّاقة الملابس مستنطقاَ، بلمحات ذاهلة، المساحات والفراغ: ... قراءة المزيد

المدلل والمنسي والقرون الوسطى

خلال زيارته إلى القدس الغربية بغية تسلم الجائزة التي تحمل اسم “أورشليم”، سعى إلى تجاهل القضية الفلسطينية، وعندما “حشره” صحافي إسرائيلي طارحاً عليه سؤالاً “مفخخاً” عن الحرية غير المقيدة التي ينعم بها الفلسطينيون ولا يمكنهم أن ينكروها، أجابه مورابة ليتحاشى ... قراءة المزيد

أسقط حراً نحوكِ

لمَ كلُّ هذا العتاد لا تستطيعين النفاذ إلى شيء ولا إطلاق أشرعة. تستبقيكِ المكتبات العامة تلتهمكِ الكتب من السهل خنقكِ وأنتِ منكبّة عليها من السهل صونُ كل هذا الصمت وتشهّيك يرصُّ الكتب يعتصرها على الأرفف.   الشوارع بإنارةٍ مسرفة أنا ... قراءة المزيد

“العيش بصحبة الفلسفة” … كل فلسفة لا تنشد الحياة لا يعوّل عليها

ينطلقُ المفكّر والباحث المغربي حسن أوزال في كتابه الجديد “العيش بصحبة الفلسفة”، الصادر أخيراً عن محترف أوكسجين للنشر، من سؤال جوهري: “هل منّا مَن اختبر مرّة، أن يعيش فكرةً ما؟” حسبه في ذلك أن “الأفكار منذورةٌ أساساً لأن تُعاش، لا ... قراءة المزيد

“في البدء كانت الكلمة-السيناريو”… وفيه يكون الفيلم

صدر عن “محترف أوكسجين للنشر” في أونتاريو كتاب جديد للمخرج والباحث السينمائي قيس الزبيدي، حمل عنوان “في البدء كانت الكلمة-السيناريو”. يأتي هذا الكتاب للمخرج والمونتير والباحث السينمائي قيس الزبيدي ليضعنا ابتداءً من عنوانهِ في صلبِ موضوعِه، فهو كتابٌ عن السيناريو ... قراءة المزيد

الأيدلوجيا والتنوير والإباحية

أصبحت الطبقة كلمة “ملعونة”، لأنها خطرة، وخطرة لأن لها علاقة مباشرة بالناس وبالمساواة، ولهذا السبب تحديدا لا تنتهي محاولات استبدالها وطمسها بطرق كثيرة، ربما كان أبرزها فكرة “الفقر” نفسها، أي تحويل التراتب الاجتماعي إلى مجرد حديث عن وجود “فقر”، حتى ... قراءة المزيد

“طبول الواداي”: القرية قيد… المدينة حرية

يدلف بنا محمود الرحبي في روايته “طبول الوادي” (محترف أوكسجين للنشر 2023) إلى تلك الحقبة الزمنية القريبة البعيدة، أواخر السبعينات وبداية الثمانينات في إحدى قرى عُمان الداخل أو “قرى الحجر”، وهي مثال يجري على معظم البيئات المشابهة في عُمان، فتتطابق ... قراءة المزيد

منظمة الخضار السرية

ما إن يتدلى شعرها من النافذة كل صباح، حتى يتسلقه جميع صبية الحي. شعرها أسود وكثيف وحر، تتركه ليلاً في الغابة البعيدة، فنجده صباحاً مليئا بالعصافير. هي المرأة الوحيدة في الشارع المتهالك الضيق التي تشبه النساء في مخيلاتنا، حتى أني ... قراءة المزيد

القبلة على العنق تدغدغني

لبس أفضل ثيابه وخرج يمشي نحو البار، قميصٌ أبيضٌ وسروال فاتح. ضوء النهار يغمر الطرقات رغم اقتراب الوقت من التاسعة مساءً، مفارقة الضوء لليوم تتأخر هنا ربيعاً وصيفاً. وصل تماماً في الوقت المحدد. سُرَّ لوجود طاولة فارغة فوضع معطفه على ... قراءة المزيد