نسيتها بين سجائرهم
العدد 286 | 29-4-2024
زياد عبدالله


كانت تركض في اللوحات

على أبيض يزداد بهوتاً

والأحمر ينزف من قدميها.

. . .

. . .

على مقربةٍ من البنفسجي

هوت ضربة فرشاة

أتبعت بأخرى

إلى أن صارت سماء آهلة

. . .

. . .

ما كانت منهكة

فقط تداخلت الظلال مع وجه مبدد

وضيّع الرب تقطيبة جبين.

***

هي أيضاً لم تحتمل الشمس

ولا الأبيض

ولا زجاجة الشمبانيا التي صعد عليها الفجر.

موجعاً كان سقوطها من سرير

واللحاق بالمترو البائت

بينما تبَّقعت القوارب

وتبلَّلت الظلال

واتشح الجسر بساتانٍ أسود مرير.

***

ستأتي بالملوحة المطلوبة

دون أسف على بستان الكرز

والسماء المبعثرة على كرسي الاعتراف

غامضة كما لو تلبدت للتو

وخرجت من معطفها إليك.

 

ستغدو العاصفة ثلجية بالتأكيد

والأزقة ملتوية كأمعاء هاجعة

وبالضرورة نباح بعيد

يليق بمدفأة وأربعة جدران.

***

ضائعاً في المشهد الأخير

في السيارة أنا ثالثهم الذي يُقتل

وعلى المشارف فرحٌ مصوّبٌ كوّمني قرب الحانة

الحانة نفسها التي واعدتها فيها ونسيتها بين سجائرهم.

10 – 03 – 2007

 


كاتب من سورية. مؤسس مجلة أوكسجين ومحترف أوكسجين للنشر. صدرت له العديد من الروايات: "سيرة بطل الأبطال بحيرة الانكشاري ومآثر أسياده العظام (1984 هـ)" – (2019)، و"كلاب المناطق المحررة" (2017)، و"ديناميت" (ط1: 2012. ط2: 2018)، و" برّ دبي" (ط1: 2008. ط2: 2018). وله في القصة القصيرة: "سورية يا حبيبتي" (2021)، و"الوقائع العجيبة لصاحب الاسم المنقوص" (2016). كما صدر له شعراً: "ملائكة الطرقات السريعة" (2005)، و"قبل الحبر بقليل" (2000). من ترجماته: "محترقاً في الماء غارقاً في اللهب-مختارات من قصائد تشارلز بوكوفسكي" (2016)، و"طرق الرؤية" لجون برجر (2018)، و"اليانصيب وقصص أخرى" لشيرلي جاكسون (2022). وله أيضاً كتاب مختارات من التراث العربي بعنوان "الإسلام والضحك- نواضر الخاطر في كل مستطرف باهر" (2018)،  و"لا تقرأ هذا الكتاب إن لم ترَ من السماء إلَّا زرقتها" (2023) الصادر عن محترف أوكسجين للنشر.