Ziad

العيون الحزينة في باب توما

في ذكرى رحيل محمد الماغوط في الثالث من نيسان 2006   لم يعثر محمد الماغوط على تلك “التلة المرتفعة” التي ظل يبحث عنها ليعلن عليها راية استسلامه، لم يجدها في الوطن ولا في مكان آخر. وظلت العيون الحزينة في “باب ... قراءة المزيد

مانيفستو البكاء

أطفو بين الناس كسحابةٍ مُتحرِّكةٍ تقطر دمعاً. أتأمّل البكاء، أجمع المعلومات عنه كصديقٍ جديد، أسأل أصدقائي عن خصوصية انفعالاتهم، متى خنقهم البكاء، فأحياهم بعدما أماتهم، ومتى آخر مرةٍ توسّلوا الدمع ولم يستجب. عندما أستعيد ذكرياتي مع البكاء، أرى أمي التي ... قراءة المزيد

بواب العمارة الفيلسوف وبنات الزعتر والفراولة

ًوالفلسطيني اعتاد أنواع العناق كافة، من كثرة الوداعات والاستقبالات، ومن كثرة الأيام الغادرة. ستجد صديقين التقيا بالأمس فحسب، يتعانقان ويتبادلان القبل في لقاء اليوم. تحسّبا ربما، إذ لا أحد يعرف إن كان هذا سيكون عناقا أخيرا. كان ياسر عرفات كثير ... قراءة المزيد

لغة الوجه

تُوحي هيأته لمن يتعاملون معه للمرة الأولى بأنه تائه في عالم آخر. يُصرِّح بعضهم في وجهه بهذا الرأي وهو يضحك من دون أي إحساس بالخجل، على حين يُفضِّل آخرون التلميح بالغمز واللمز رغم أنه يَقِظٌ، ودقيق الملاحظة. بتكرار الاتهام صار ... قراءة المزيد

327 مقامة

1 حلحلتني شهادة الأكوان، بزخرفة أخبار العيان، فزعزعني الله بها تشويقًا، ثم ميّزني بها توفيقًا، ثم لم ألبث إلّا هُنيّةَ حتى أدمجني فيها، وأدرجني معها. فلمّا تشبّثتُ، رأيتُ خلقًا يعشقُ خلقًا، وخلقًا يقتضي خلقًا. ورأيت أنواره عليهم ساطعة، وأخبار الناس ... قراءة المزيد

بوب الخنّاق (1-2)

تأخذ سيارة، وتمضي بها مسرعاً بلا وجهة، “وبف”، تصطدم بعمود الكهرباء. تفتح عينيك فإذا بك موقوف سترحّل إلى السجن. أتذكر كومة فظيعة من الأيدي والأرجل واللكمات وأنا على الأرض أحاول أن أصوّب قبضتي إلى الأعين وألحق أكبر قدر من الأذى ... قراءة المزيد

لا بار في شيكاغو

كان “مال الله” أو “مالان” كما يُختصر اسمه في كلمة، يقف منتظراً أن يقطع الشارع، بعد أن قطع ساعة الغروب مشياً من بيت أخته بفردة عكاز؛ وفي طريقه القاحل صعد وهدة منخفضة تنفرج على سرح صخري، لتنتهي خطواته بمستراح الشارع ... قراءة المزيد

الفلسفة باعتبارها مشروعاً وجودياً

إنني مُختبِر (expérimentateur)، أكتب حتى أغيّر نفسي بنفسي وأفكّر على نحوٍ مغاير لِما كنتُ أفكّر فيه من ذي قبل.  ميشال فوكو لنشرع بدايةً بطرح هكذا سؤال: هل منّا مَن اختبر مرّة، أن يعيش فكرةً ما؟ حسبي في ذلك أنّ الأفكار ... قراءة المزيد

الجوقة في رؤوسنا أو بيير باولو بازوليني

إذا قلتُ إنه كان ملاكاً، فلا أتصور شيئاً أشدّ حماقة من هذا يُقال عنه. أيكون ملاكاً من رسم كوزيمو تورا[1]؟ كلا. تورا رسم القديس جورج وكان نسخة طِبق الأصل منه! لقد كان يمقت بشدة القديسين الرسميين والملائكة المُجمَّلين. إذن لماذا ... قراءة المزيد

“سكّر الهلوسة” …توق الجسد وإشراقات التاريخ المعتم

صدرت حديثاً عن محترف أوكسجين للنشر في أونتاريو، رواية جديدة للروائي السوري علي عبدالله سعيد، بعنوان “سكّر الهلوسة”. تتجاوزُ هذه الرواية زمنَها الحقيقي بين عامي 1983 و1986، لتفرض زمنها الخاصّ، مديداً وآنياً، مليئاً بالأحداث والشخصيات، في حبكةٍ تتخطى فيها كل ... قراءة المزيد

نظرة رقمية على مفاهيم غودار الثورية

ها أنا أمام أهم التجريبيين في السينما جان لوك غودار(1930 – 2022)، والذي يقول عنه المخرج قيس الزبيدي إنه “مزيج من سينما فيرتوف: (سينما الحقيقة) تسجيل صورة الواقع، وسينما وارهول: تسجيل الزمن الواقعي، ومسرح بريشت (التغريب)”، واقتباس ذلك كبداية، يأتي ... قراءة المزيد

أكتب إليكم من جبل القلق الشاهق

السيطرة على القلق معركة خاسرة. الانتصار عليه ضرب من الخيال.  ربما الأجدر تسميتها مناوشات، أخذ وردّ، وفي غالب الأحيان مسعى إلى رفع رايةٍ بيضاء على جبل القلق الشاهق. توصلتُ إلى ذلك منذ زمنٍ طويل، فأعلنتُ استسلامي من دون قيدٍ أو ... قراءة المزيد

وحشات الشمال

يعبرون إلى البدايات الجديدة بمطّاط الزوارق. سَافِرٌ كان الأمل والعاصفةُ تترصّد وتَهجم أحياناً كمزاجٍ سيئٍ وأحيانا كصخرة تتدحرج من جُرْفِ جبل. يعبرون على الموتِ من موتٍ من الذُلِّ في ذُلٍّ وإلى الحياة بالمجازفة بالحياة. جبالٌ تعلو الجزر والقادمُ ما خفي ... قراءة المزيد

المديون

مَنْ، مِنَ الماضي الذي لستُ أذكره، ديّنَني بكل هذه الديون؟ مديونٌ رغم أنني جئت وصفحتي بيضاءُ وأرقامي صفرٌ، كلاهُمَا، ما لي وما عليَّ جئتُ ولم اختَرْ وطُولِبتُ بالمزيدِ رغم النزْرِ عليَّ أن أُعطي ما لست أملكُ أن أغطّي النائمينَ بلحافٍ ... قراءة المزيد

أغاني بنات وادي العبيد

بزيت الزيتون والقرنفل دهنته وأنا أرتجف من الانتظار رأسي يؤلمني * * الوادي حزين لا أحد يعبر أمام بابي وأنا أعوي كذئبٍ * * هذا شتاء قاسٍ عينُ ماءٍ وحمَّى قلبي الوحيد * * بيتنا أبيض وصغير بين الأشجار يتنفَّس ... قراءة المزيد