وداعاً لذلك كله
العدد 162 | 27 تشرين الثاني 2014
روبرت غريفز/ ترجمة: أسامة منزلجي


استهلال

   لقد ألَّفت هذا الكتاب جزئياً، وأمليته جزئياً، قبل ثمانية وعشرين عاماً في أثناء مروري بأزمة عائلية مُعقَّدة، ولم يُتح لي الكثير من الوقت لمراجعته. كانت فترة مريرة غادرت خلالها إنكلترا حيث كنتُ قد خرقت حديثاً عدداً كبيراً من الأعراف؛ تشاجرت مع أغلب أصدقائي، وتبرؤوا مني؛ وتعرّضت لاستجواب رجال الشرطة لاشتباههم في محاولة اغتيال؛ ولم أعُد آبه لرأي أي شخص فيّ.

   والآن وأنا أقرأ “وداعاً لذلك كله” للمرة الأولى منذ عام 1929، أتساءل كم ناشر نجا من تهمة التشهير. 

   إنَّ الأزمات العائلية دائماً باهظة الثمن، لكنَّ الكتاب راج رواجاً واسعاً في إنكلترا وفي الولايات المتحدة، على الرغم من فترة الكساد التي كانت قد بدأتْ تواً، بحيث أني سدّدتُ ديوني وأصبحت حراً في أنْ أعيش وأكتب في “مايوركا” من دون أي قلق فوريّ على المستقبل. وأضحى العنوان قولاً شائعاً، ومساهمتي الوحيدة في قاموس بارتليت للمقتطفات المألوفة.

   لقد أجريت العديد من التغييرات على هذا النص – حذف الكثير من المقاطع المملة والحمقاء؛ واستعادة بعض الأحداث الممنوعة؛ واستبدال فصل عن ت.إ لورنس بآخر أطول كتبته بعد ذلك بخمس سنوات؛ وتصحيح بيانات خاطئة واقعياً؛ ومراجعة عامة لأسلوبي المُهلهل لسبب يمكن غفرانه في النثر. استعديت بعض أسماء العلم طالما لم يعُد إخفاؤها ضرورياً.

   إذا بقيتْ هناك أي فقرة لا تزال تُسبب الأذى لأحد بعد مرور كل تلك السنين، آمل أنْ تنال الغفران.

 

ديا، مايوركا، إسبانيا، 1957           ر.غ

 

1

   كبرهان على استعدادي لتقبُّل تقليد السيرة الذاتية، دعني أُسجل على الفور اثنتين من ذكرياتي المُبكّرة. الأولى هي انجذابي الشديد إلى النافذة لأراقب عبور موكب العربات والسيارات بمناسبة اليوبيل الماسي لاعتلاء الملكة فيكتوريا العرش في عام 1897 (كان ذلك في ويمبلدون، حيث وُلِدتُ في الرابع والعشرين من شهر تموز، عام 1895). والثانية هي تحديقي نحو الأعلى بما يُشبه الرعب الجزع إلى خزانة في غرفة الحضانة، كانت مفتوحة مُصادفة، ومملوءة حتى سقفها بمجلدات مؤلفات شكسبير ذات القطع الثُمني. كان والدي قد نظَّم حلقة قراءة لمؤلفات شكسبير. ولم أعلم إلا بعد ذلك بوقت طويل أنَّ تلك هي خزانة مؤلفات شكسبير، ولكن من الواضح أنه كان لديّ نفور شديد من النشاط الذي يدور في غرفة الجلوس. وعندما كانت شخصيات بارزة تزورنا في المنزل، كالسير سيدني لي مع تخصصه بشكسبير، أو اللورد آشبورن، الذي لم يكن قد أصبح بعد محط الأنظار، بحديثه عالي النبرة عن “أيرلندا للأيرلنديين”، وتنورته الاسكتلندية بلونها الزعفراني، أو السيد يوستس مايلز بطل لعبة كرة المضرب الإنكليزية والنباتي مع عينات من الجوز الغريب، فقد كنتُ أعرف كل شيء عنهم بطريقتي الخاصة. 

 

   ولا حملتُ أي أوهام عن ألجرنون تشارلز سوينبرن، الذي غالباً ما كان يوقِف عربة الأطفال التي أدفعها عندما يُقابلني في نزهة الممرضات، عند حافة أرض ويمبلدون، ويربت على رأسي ويُقبّلني؛ لقد كان مُوقِف عربات أطفال، ومربّت، ومُقبِّل متمرّس. ونزهة الممرضات تمضي بين ” أشجار الصنوبر “، وبوتني (حيث كان يُقيم مع واتس-دنتون)، وخمارة الوردة والتاج حيث كان يتردد ليشرب البيرة؛ كان واتس-دنتون يُعطيه بنسين ثمناً لها لا أكثر. ولم أكنْ أعلم أنَّ سوينبرن شاعر، لكنني علمتُ أنه يُشكّل تهديداً عاماً. وبالمناسبة، عندما كان سوينبرن شاباً يافعاً جداً، ذهب إلى والتر سافاج لاندور، الذي كان حينئذٍ رجلاً طاعناً في السن، وحصل على بركة الشاعر التي طلبها منه؛ وعندما كان لاندور طفلاً ربت الدكتور صمويل جونسون على رأسه؛ وعندما كان جونسون طفلاً أُخِذَ إلى لندن لكي تلمسه الملكة آن ليُشـــفى من داء “سكروفولا”، أو داء الملك ؛ وعندما كانت الملكة آن طفلة… 

 

   لكنني أتيتُ على ذِكر حلقة قراءة شكسبير، التي استمرت على مدى أعوام عديدة، وعندما بلغتُ السادسة عشرة أرسلني الفضول أخيراً إلى أحد تلك اللقاءات. أتذكَّر الحيوية التي كانت أمي غير الشرسة على الإطلاق تقرأ بها دور كاثرين في مسرحية ” ترويض الشرسة ” على مسمع من شخصية بتروكيو التي قام بها والدي المحبوب، وكان السيد والسيدة موريس هيل اثنين من أكثر الأعضاء شعبية في الحلقة. هذا اللقاء تم قبل أنْ يُصبحا السيد موريس هيل والسيدة هيل بعدد من السنين، وأيضاً قبل سنين من اطلاعي على مسرحية ” الشرسة “. أتذكّر كؤوس الليمونادة، وشطائر الخيار، والبيتي فور،  والحلي الصغيرة التافهة في غرفة الجلوس، وأزهار الأقحوان في الطاسات، والكراسي المريحة بأشكالها شبه الدائرية تحيط موقد النار. وصوت موريس هيل الرقيق في أداء دور هورتنسيو وهو ينصح والدي : ” اذهب في حال سبيلك، لقد روَّضتَ شرسة ملعونة “. وأنا أقوم بدور لوتشيو يُنهي المشهد بقول : ” أمر عجيب أنْ تُروَّض هكذا قبيل أنْ يحين موعد مغادرتك “. يجب أنْ أذهب ذات يوم لأسمعه يُؤدي دوره كقاض في محاكم الطلاق؛ لقد أضحت نصائحه شهيرة. 

   بعد ” الذكريات المُبكّرة “، ينبغي ربما أنْ أُعطي وصفاً تفصيلياً لنفسي وأدع المعلومات تُضخِّم نفسها. تاريخ المولد… مكان المولد… لقد أعطيت هذه تواً. المهنة… في جواز سفري مكتوب ” أستاذ جامعة “. في عام 1926 كان هذا مناسِباً، عندما استخرجتُ جواز سفر للمرة الأولى. فكّرتُ أنْ أضع ” كاتب “، لكنَّ موظفي الجوازات دائماً يُبدون ردة فعل معقّدة إزاء الكلمة. بينما تحظى عبارة ” أستاذ جامعة ” بردة فعل بسيطة : الاحترام الفاتر. لا تُطرَح أية أسئلة. والأمر نفسه مع ” قائد في الجيش (لائحة المُحالين إلى التقاعُد) “. 

   مذكور أنَّ طولي يبلغ ستة أقدام وبوصتين، وعينيّ رماديتين، وشعري أسود. وإلى كلمة ” أسود ” كان ينبغي أنْ يُضاف ” كثيفاً ومُجعّداً “. ووُصِفتُ خطأً بأنني لا أحمل أية علامة مُميَّزة. أولاً، هناك أنفي الكبير، الذي كان ذات يوم معقوفاً، كسرته في “تشاترهاوس” بينما كنتُ ألعب بكل حماقة الريغبي مع لاعبي كرة القدم. (وفي اللعبة نفسها كسرتُ أنا أنف لاعب آخر) وهذا لم يجعله ثابتاً، والملاكمة جعلته مُنحرفاً. وأخيراً، أُجريَتْ له عملية جراحية على يد طبيب جراح في الجيش، ولم يعُد يقوم بوظيفة الخط الشاقولي الذي يُعيِّن الحد بين الجانبين الأيسر والأيمن من وجهي، اللذين طبعاً ليسا متناسقَين – لقد أضحت عيناي، حاجباي، وأُذناي كلها معقوفة بصورة ملحوظة، وعظمتا وجنتيّ، العاليتان، أصبحا على مستويين مختلفَين. وفمي كما يُقال كان ” ممتلئاً “، وابتسامتي بشفتين مشدودتين : عندما كنتُ في الثالثة عشرة كسرتُ اثنين من أسناني الأمامية وأصبحتُ حسّاساً بشأن إظهارهما. يداي وقدماي كبيرة. أبلغ من الوزن حوالي اثنا عشر حجراً وأربعة أرطال. أفضل صِفة مُضحكة فيَّ هي حوضي المزدوج؛ يمكنني أنْ أجلس على طاولة وأربت عليها كالأخوات فوكس . وأحد الكتفين أكثر انخفاضاً من الآخر بصورة جليّة، بسبب جرح في الرئة. ولا أحمل ساعة يد لأنني دائماً أُمغنط النابض؛ خلال الحرب عندما كان يصدر أمر بوجوب أنْ يحمل الضبّاط ساعات يد وضبطها يومياً، اضطررتُ إلى شراء اثنتين جديدتين في كل شهر. من الناحية الطبية، أنا في حالة جيدة.

   يقول جواز السفر إنَّ جنسيتي هي ” مواطن بريطاني “. هنا يمكنني أنْ أُحاكي بتهكُّم أسلوب ماركوس أورليوس، الذي يبدأ كتابه ” الكتاب الذهبي ” بعدد من الأسلاف والأقارب الذين يُدين لهم بفضائل امبراطور روماني بارز : شارحاً السبب في أنني لستُ امبراطوراً رومانياً أو حتى، ما عدا في بعض المناسبات، جنتلماناً إنكليزياً. عائلة جدّتي لأبي، آل فون رانكه،، كانت من القساوسة الريفيين الساكسون، وليس من النبلاء العريقين. ليوبولد فون رانكه، أول مؤرّخ مُعاصِر، عمي الأكبر،، أدخل لقب ” فون “. وأنا أُدين له بشيء. لقد كتب، مُسبباً فضيحة لمُعاصريه، قائلاً : ” أنا مؤرخ قبل أنْ أكون مسيحياً؛ هدفي هو ببساطة أنْ أعرف كيف تحدث الأمور “، وعندما يناقش المؤرّخ الفرنسي ميشليه يقول : ” إنه يُدوّن التاريخ بأسلوب لا يمكن البوح بالحقيقة به “. وانتقاد توماس كارلايل له بقسوة بوصفه ” أشدّ جفافاً من الغبار ” لا يُخزي. ولجدي هاينريش فون رانكه، أُدينُ بضخامتي المزعجة، وتحمّلي، وطاقتي، وجدّيتي، وشَعري الكثيف. كان متمرداً بل ومُلحداً في شبابه. وعندما كان طالب طب في جامعة بروسيّة اشترك في الاضطرابات السياسية لعام 1848، عندما تظاهر الطلاب لصالح كارل ماركس في أثناء مُحاكمته بتهمة الخيانة العظمى. وكما فعل ماركس، اضطروا إلى مغادرة البلد. وقدِمَ جدّي إلى لندن، وأنهى دراسة الطب هناك. في عام 1854، ذهب إلى القرم مع الجيش البريطاني كجرّاح للفوج. وكل ما أعرف عن ذلك هو أنَّ هذه ملاحظة عابرة قالها لي وأنا طفل : ” ليست الأجساد الضخمة هي دائماً الأقوى. في الخنادق في سيفاستوبول رأيتُ الحرس البريطاني العظيم ينهار ويموت بالجملة، بينما لم يُصَب مهندسو الجيش بأي أذى “. ومع ذلك، دعمه جسمه الضخم جيداً.

   في لندن، تزوج من جدّتي، شليزويغ-دين، ابنة أحد سلالة تياركس ، فلكي من غرينتش. ويبدو أنّه قبل أنْ يمتهن والدها علوم الفلك كانت عائلة تياركس تتبع نظام البلد الدانماركي – وهو ليس سيئاً على الإطلاق – في توارث المهن من الأب إلى الابن. الأجيال ذات الأعداد المفردة كانت من السمكريين، والأجيال  المتكافئة كانت من القساوسة.  وأرقّ صفاتي تعود في أصلها إلى جدّتي. كان لديها عشرة أولاد؛ الأكبر سناً بينهم، أمي، وُلِدتْ في لندن. إلحاد جدّي وراديكاليته أصبحا أكثر اتّزاناً. وأخيراً عاد إلى ألمانيا، حيث أصبح طبيب أطفال مشهوراً في ميونيخ، والأول في أوروبا الذي أصرّ على أنْ يُقدَّم الحليب نظيفاً لمرضاه من الأطفال. ولما وجد أنَّ ليس في استطاعته أنْ يجلب حليباً نظيفاً إلى المستشفيات بالوسائل الاعتيادية، عمل بنفسه على إنشاء مزرعة نموذجية لإنتاج الألبان. وقد أثار ميله نحو مذهب اللا أدريّة حزن جدّتي اللوثرية المُخلِصة؛ ولم تكفّ أبداً عن الصلاة لأجله، لكنَّها ركّزتْ أكثر على إنقاذ أرواح الأطفال.

   لم يتوفَ جدّي وهو على ضلال تام؛ وآخر كلماته كانت: “على الأقلّ إنني أتمسّك برب آبائي”.  إنني لا أفهم ماذا قصد بذلك، لكنه كان تصريحاً يتناسب مع مزاجه الأبويّ الغاضب، ومع قبوله مكانة بارزة في المجتمع البافاري بوصفه الهر غايمارت ريتر فون رانكه، ومع ولائه للقيصر، الذي كان قد رافقه مرة أو مرتين لصيد الغزلان. وهذا يعني، عملياً، أنه اعتبر نفسه ليبرالياً صالحاً في الدين كما في السياسة، وأنَّ جدّتي ليست في حاجة إلى القلق. إنَّني مُعجَب بأقربائي الألمان؛ فهم أصحاب مبادئ عُليا، وعفويون، وكرماء، وجدّيون. الرجال منهم كانوا يتبارزون ليس من أجل نيل شرف شخصي رخيص، بل من أجل الصالح العام ّ – كانوا يصرخون تعبيراً عن احتجاجهم على السلوك المُشين لضابط عالي الرتبة أو موظف رسمي. أحدهم فقد أسبقيته في خدمة القنصلية الألمانية، لأنه رفض أنْ يستغل القنصلية في لندن كمقرّ للمعارضة تصدر عنه تقارير المخابرات. وهم لا يُفرطون في شرب الخمر. وعندما كان جدّي طالباً ينتمي إلى حلقة ” السكارى ” في الجامعة، كان متعوداً أنْ يصبّ البيرة الزائدة داخل جزمة الركوب طراز 1840، بعيداً عن الأنظار. وقد أنشأ أولاده على التكلّم بالإنكليزية في المنزل، وكان دائماً ينظر إلى إنكلترا على أنها مركز الثقافة والتقدّم. كانت النسوة نبيلات وصبورات، وينظرن إلى الأرض عندما يخرجن للتنزّه. 

   في سن الثامنة عشرة، ذهبت أمي إلى إنكلترا كرفيقة للآنسة بريتن، وهي سيدة عجوز وحيدة كانت صديقة لجدَّتي كيتيمة واعتنت بها عناية تامة على مدى سبعة عشر عاماً. وعندما توفيت في نهاية المطاف، معتقدة وهي تحت تأثير الخرف أنَّ والدتي، وريثتها الوحيدة، لن تستفيد على الإطلاق من الوصيّة، اتّضح أنها تركت مائة ألف جنيه. وكما هو جدير بها، قامت أمي بتقسيم الميراث بين أخواتها الأربع الأصغر سناً منها، ولم تحتفظ إلا بحصّة خامسة. وبعد فترة تدريب قصيرة لتكون ضمن بعثة تبشيرية طبيّة، صممت على الذهاب إلى الهند. وسرعان ما أعاق هذا الطموح لقاءها بوالدي، وكان أرمل مع خمسة أطفال؛ وبات جلياً بالنسبة إليها أنَّ في استطاعتها أنْ تقوم بعمل لا يقلّ جودة ضمن حدود المنزل.

   كان لآل غريفز شجرة نسب تعود جذورها إلى فارس فرنسي استقرّ عام 1485 مع هنري السابع في “ميلفورد هيفن”. ويُزعَم أنَّ الكولونيل غريفز ذا الرأس المستدير  هو مؤسِّس الفرع الأيرلندي للعائلة. وقد أُصيب بجرح ذات مرة وتُرِك مع اعتقاد بأنه ميت في ساحة السوق في تيم، وبعد ذلك حظيَ برعاية الملك تشارلز الأول الشخصية في قلعة كريسبروك، ولاحقاً أصبح مؤيداً للحكم الملكي. وكانت ليمريك هي مركز ذلك الفرع. والجنود والأطباء الذين ظهروا فيه بين حين وآخر كانوا إضافيين في الأساس؛ الخط الذكري المباشَر كان سلسلة من القساوسة، وعمداء الجامعات، والأساقفة، باستثناء جدي الأكبر جون كروسبي غريفز، الذي كان رئيس قسم الشرطة في دبلن. وآل غريفز في ليمريك لم يكونوا ” بارعين في المهن اليدوية ” ولا يتمتعون بحس ميكانيكي؛ لكنّ صيتهم كان ذائعاً كمتحدثين مفوّهين. وبالنسبة إلى أقربائي الذين تبرز صفات العائلة بشكل أقوى، كانت الأحاديث غير الضرورية تُسبب اضطراباً عصبياً. والأحاديث لم تكن سيئة كأحاديث : كانت مُثقِّفة، وغالباً ظريفة، لكنها كانت لا تتوقف. وعائلة فون رانكة أيضاً لم تكن تتمتع بأية مهارة ميكانيكية. وأنا أجد أنَّ من غير الملائم أنْ يولَد المرء في عصر المحرك داخلي الاحتراق والمولّد الكهربائي وألا يكون متعاطفاً معه : كانت الدراجة، ومدفأة بريموس وبندقية الجيش، تمثل حدود مقدرتي الميكانيكية.

________________________

النص من سيرة ذاتية للكاتب بعنوان “وداعاً لذلك كلّه”

[روبرت غريفز (1895 -1985): شاعر وكاتب سيرة إنكليزي من أصل أيرلندي. بدأ شاعراً وله مجموعة شِعرية. لكنَّ شهرته كانت في مجال كتابة السيرة، أو فيما يُسمّى بالرواية التاريخية، كسيرة الإمبراطور كلوديوس في مجلدين ” أنا، كلوديوس ” و ” كلوديوس الإله “. سيرته الذاتية ” وداعاً لذلك كله ” كتبها في وقت مبكّر، عام 1929، وحالما صدرت رسّخت شهرته الواسعة. وله أيضاً كتاب في الشِعر ” الإلهة البيضاء “، وكتاب من مجلدين في ” الأساطير اليونانية “، وله ترجمة لرباعيات الخيام. شغل مناصب كثيرة في بلده] 

_____________________

الصورة من أعمال الفنانة والممثلة السورية نجلاء الوزة التي انتحرت في جنوب إفريقيا.

*****

 

خاص بأوكسجين