الآن
في مثل هذا التوقيت
-توقيت القلب-
يصفر قطار الأحلام
تخلع المحطة رداء الانتظار
ويحزم المسافرون نظرتهم الأخيرة
ويمتطون البرق
***
الآن
بتوقيت القلب
تزفر الآلة الحديدية رصاص الوقت
ويتمنى القناص انتصاف الظهيرة
-حتى ينتهي من وردية الليل سريعاً-
يعد رصاصاته المتبقية
ويغادر مناوبته مستعجلاً
إلى أقرب فرن
–لم يقصف بعد-
منتظراً دوره أيضاً
***
الآن
بتوقيت المسافر/ اللاجئ
حانت لحظة الابتسامة
-وهو يضبط بقايا أناقته-
إن مررت على شريط الفبركة لا بد أن تكون أنيقاً.
ويتذكر وعده لزوجته المهووسة بالأناقة
التي سافرت بقذيفة هاون
مؤيدة؟/ معارضة؟
يحدث نفسه: سيان
يهز كتفيه باستهتار، ويمضي.
***
الآن
بتوقيت المحطة
يلج المسافرون القطار السريع
مع حقائبهم المتبقية
بشعر مشعث
وبقية أحلام غير مكتملة
ويحتلون مقاعد الغياب
***
الآن
بتوقيت ناظر المحطة
– لربما كان القطار الاخير-
يحدث نفسه
ويحرص على تشييع المسافرين
كل بدوره وهو يعبر جهاز تفتيش الأسلحة
-قديم الطراز-
يطيل النظر لصغير برفقة دميته الممزقة التي يضمها كحقيقة
ويتذكر آخر لعبة “ليغو” اشتراها لابنه الوحيد أواخر التسعينات
***
الآن
بتوقيت الشهيد/ القتيل/ الضحية/ المغرر به/ المندس/ عميل الناتو/ تابع قطر
ما عاد الوقت بهذه الأهمية
حتى جملة (فرق عملة) ما عادت مجدية
السوق السوداء التهمت كل ما له دلالة مادية
وصار التوقيت
توقيت الهدم/ البناء.
_______________________
كاتب وصحفي من سورية
الصورة من أعمال الفنان التشكيلي السوري يوسف عبدلكي
*****
خاص بأوكسجين