ثلاث قصائد لبيروت
العدد 256 | 23 أيار 2020
بهيج وردة


 

طعم عابر

1

هناك.

على الكورنيش محترفون

أدمنت سطولهم البلاستيكية رصيف البحر

 

وهواة

يرمون طُعم الخبز

ويعبرون للطرف الثاني من الانتظار

 

وأنا

اعتاد هواء البحر حساسية جيوبي الخاوية.

 

2

ثلاثتنا،

نستعرض عضلاتنا صباحاً

 

يعود أولنا بكمية رفيعة من الزنخ

تاركاً كومة من الأذيال والرؤوس وتجمعاً من الهررة

 

فيما يكاد الثاني أن يقع عن الحافة

عندما تغمز سمكة صغيرة سنارته

ويرمي نفسه خجلاً

عندما تضحك منه قطة عابرة

وأنا

طُعمٌ عابرٌ يموء.

 

كوسا محشي

 

متكئاً

على الشباك القريب من المشفى الفرنسي في عين المريسة

يبدأ جلسة «تقوير الكوسا»

تضاحك سيدة لبنانية خادمتها الأثيوبية

 

-كانت تضربها صباحاً لأنها لم تمسح الغبار جيداً-

: الحقيه بالأرز،

وتقهقهان معاً.

 

لا أضمرُ كراهيتي لأحد

 

أركض صباحاً رغبةً بالاستحمام

وأستعيض عن ملوحةِ البحر

بمياه البئر للحمّام

 

أجري باكراً دون صبايا

وأركض متأخراً دون فيء

 

أرمي مجازَ الكلام

فلا أحد يرد ولا يعود الصدى!

 

أعبس في مسيري 

وأستغرب لِمَ لا تضحك لي الوجوه!

 

أنظر نهوداً متمترسة خلف حمَّالاتها

وأفوّت نهوداً متراقصة

 

أجرجر أقدامي على الكورنيش لأمارس الهدوء 

وأترك للموج جحيم التلاطم

 

أتشمسُ

ولا أخلعُ قطعة من ثيابي

 

لا أرتدي «أحب نيويورك»

ولا أضمر كراهيتي لأحد.

 

————————

القصائد من مجموعة شعرية بعنوان ” ثلاثة عشر حفيداً لمرآة” نشرت عبر موقع أمازون كيندل للنشر الذاتي.

*****

خاص بأوكسجين

 


كاتب وصحافي من سورية مقيم في كندا.