يخبرنا لينين أن “هناك عقوداً لم يحدث فيها شيء، ثم هناك أسابيع تحدث فيها عقود”، يا لها من حقيقة! وكل ما شهدناه يقول لنا ذلك، إلى أن بات ما يحصل في أسبوع فاتحة لعشرات الأحداث في كل أسبوع، وباتت النجاة منجزاً، “حتى رضيت من الغنيمة بالإياب”.
لقد أُلحقت على مدى عقود ضربات موجعة بالأمل، بوصفه دافعاً وإحساساً إنسانياً أصيلاً، جعلت منه خطراً داهماً، يتطلب الحفاظ عليه، إن تعلق الأمر بقضايا الحرية والعدالة، جرأة مضاعفة – بعيداً عن صنّاعه ورجال أعمال الأمل من كائنات تلفزيونية وافتراضية تحريضية وتجارتهم التي لا تبور في الترويج للأوهام بوصفها آمال سواء في تضخيم الجزئي أو تحجيم الجوهري – بحيث أصبح الإفراط به مهلك في هذا السياق، ولا جديد سوى تدفق أنهار الدم مجدداً. وكلما حلمنا بالحرية زاد القمع وتكميم الأفواه أكثر واستعرت الوحشية أضعافاً، وحمل راية الحرية أعداء الحرية.
لكن!
وللمفارقة التاريخية والإنسانية يبقى السؤال الأكثر حضوراً: وماذا نفعل من دون أمل؟ طالما أنه الحرية الوحيدة المتاحة: حرية الأمل!
ماذا سنفعل ما لم نمارس حرية الأمل!