القائد
العدد 172 | 04 أيار 2015
زياد عبدالله


أمضى زمنا طويلا وهو عاكف على صياغة الهراء، اقتطاع حادثة من هنا ولصقها بأخرى، تلميع الواهي، وثقل الترهات، ترتيب الجمل والزعيق بها، وتطريب من به نشاز.. وما أكثرهم

ما أكثره.

__________

 

أسس مساحة هائلة لتبادل الأفكار والآراء، أحدث ثورة في التعاطي مع الأحداث والوقائع.

لقد أسس زريبة.

__________

 

كانت إصاباته محققة على الدوام

لم يغيّر قيد أنملة زاوية تسديده 

و”ما ضلّ صاحبكم وما غوى”

تهرأت الدريئة وتساقطت 

وهو على إصاباته المحققة 

ولم يغيّر قيد أنملة زاوية تسديده.

_______________

 

نفى تماماً ما قاله فيما مضى عن ساعته

“لا لم تكن تشير إلى زمن آخر مستقبلي!”

وراحوا يصدقونه من جديد والكوارث والمآسي تحيط بهم من كل حدب وصوب

كان متأكداً من ساعاتهم وهي لا تعيد الزمن مرة إلى الوراء

كانوا من أقحاح التقدميين.

________

 

يبتلع النار

يغمد سيفاً في بطنه ويستخرجه من ظهره

وهكذا معجزات وخوارق كانت بمتناوله متى شاء

داعياً أتباعه إلى تجريب ذلك وألا يفكروا بالعواقب

“المهم المعجزة

المهم أن تكونوا من الخارقين”

هذا ما قاله لهم

هذا ما أودى بهم

بأحشاء محترقة

وسيوف مغمدة في بطونهم.

_______________


كاتب من سورية. مؤسس مجلة أوكسجين ومحترف أوكسجين للنشر. صدرت له العديد من الروايات: "سيرة بطل الأبطال بحيرة الانكشاري ومآثر أسياده العظام (1984 هـ)" – (2019)، و"كلاب المناطق المحررة" (2017)، و"ديناميت" (ط1: 2012. ط2: 2018)، و" برّ دبي" (ط1: 2008. ط2: 2018). وله في القصة القصيرة: "سورية يا حبيبتي" (2021)، و"الوقائع العجيبة لصاحب الاسم المنقوص" (2016). كما صدر له شعراً: "ملائكة الطرقات السريعة" (2005)، و"قبل الحبر بقليل" (2000). من ترجماته: "محترقاً في الماء غارقاً في اللهب-مختارات من قصائد تشارلز بوكوفسكي" (2016)، و"طرق الرؤية" لجون برجر (2018)، و"اليانصيب وقصص أخرى" لشيرلي جاكسون (2022). وله أيضاً كتاب مختارات من التراث العربي بعنوان "الإسلام والضحك- نواضر الخاطر في كل مستطرف باهر" (2018)،  و"لا تقرأ هذا الكتاب إن لم ترَ من السماء إلَّا زرقتها" (2023) الصادر عن محترف أوكسجين للنشر.