الكرسي الهزاز على قدميه المعوجتين
يقلد صخرة ساكنة
وسماءً خدرةً
على مقاعد الحديقة
وفي الظهيرة
يحصي أشواك الشمس
الكرسي الهزاز يفتح الستارة في الصباح
يشير بإصبعه
تقهقه طويلا ً أجنة على الأغصان
فيما آلاف العيون الباردة تتخفى في الزجاج
الكرسي الهزاز مشدود إلى أنفاس تتأرجح
خلف قصب ظهره المشبّك
ثماني عشرة درجة تجدف
قلب شبح يُداس
دمٌ لا مرئي
روح مخدوشة
في الصعود
والهبوط
الدرج الخشبي
يلف جسده
كحلزون يتألم
البيانو حيوان أسود على أربعة قوائم
ينام بعين واحدة
يزفر الزخارف على السجادة
دبيب فيلة على القرارات
معبد أفريقي و مزامير
نباتات بين أضلاعه
آثار أصابع لجناة
الجاز يوقع المزهرية
ويفر جني الخزف
الفأر على الأرضية الخشبية
قلب عدّاء
وعينا نسر
وبْرٌ من سلالة نجوم آفلة
ذيلٌ منجلُ قرصان كاريبي
…………………
طرْقُ نحـّاسين ممسوسين
هياج ديكة وقبائل
سُدّت عليه ثقوب الليل السوداء
يحشو أذنيه بالقطن الأبيض
ويركمج فوق موجة الكترونية
الشجرة عند المدخل
مسلة حية
برج غربان
أير بأغصانٍ
قلم أخضر
تحتكّ حواسها بالوافدين والخارجين
رحم لا تُرى تحت الجذور
ولا يُرى هلام زاه في شقوق الساق
الأغصان غابة تلوّح لماء البحيرة العكر
الأكواز عطايا ورغبات
الجذع نحيل يسقط ظله ناعماً ومرسلاً
السيدة الشجرة حارسة الوقت
بقبعة خضراء
الترام يعبر المطبخ عشرات المرات
يأخذ الركاب أفكارهم عن الطاولة
يتناولونها بالشوكة والسكين
ويحدث أن يأخذوا الأشواك والسكاكين
ويتركوا أفكارهم طازجة
تتخبط كالأسماك
خفف الوطء ما أظن أديم الأرض إلا من هذه الأجساد
والأرواح أيضا ً
في شرق سوريا يبنون البيوت من الطين والقش، بأيديهم يعجنون الموتى مع بقايا السنابل النافقة، ينشئون الجدران والقباب أحيانا ً، مع نوافذ لتتسلل منها الأحلام والظنون وبريد السماء، في النهاية يدفنون جثث الأشجار في السقوف
أموات يحتضنون أحياء.
__________________________________
شاعر من سورية
Furuhill * أحد البيوت الخشبية القديمة في استوكهولم، مازال يغري أصدقاء بالسكن، من سورية، السويد، ألمانيا، نيوزيلاند، والدنمارك
الصورة للفوتوغرافي الأمريكي ألفريد ستيغليتز (Alfred Stieglitz) 1864– 1946
*****
خاص بأوكسجين