إلى بشار إبراهيم
21 يوماً و10 ساعات و31 دقيقة
عنوان فيلم غيابك. وغداً فيلم آخر:
22 يوماً و10 ساعات و31 دقيقة
وبعد غد..
وأنت لا تروي عنه شيئاً!
يمكن إلغاء الموت. حذف مشهد، استبداله بآخر، تسريعه، إبطاؤه. تبديل النهاية.
يمكن معرفة النهاية من البداية! النهاية مفتوحة معك، مترامية..يقيناً. كل البدايات التي اجترحتها تقول ذلك. لا تليق بك النهايات المفاجئة، والرثاء ليس من السينما بشيء.
صوتك تخلى عنك منذ زمن، ورحت تكتب كما بطاقات السينما الصامتة.
لمَ لا تفعل ذلك الآن؟ السينما صامتة أكثر الآن، وقد أودعت في عتمتها حياة كاملة!
لن أشوش عليك، برغبتي أن أراك جالساً إلى طاولتك تشاهد وتقرأ وتكتب وتدخن وتشرب، طاولة العمليات، طاولة تشريح العالم والنقاشات المترامية..
الفيلم متواصل
23 يوماً و10 ساعات و31 دقيقة
يبدو أنه فيلم حياتك، وإن كان للبداية أن تعود فهي هي، في فلسطين التي لم ترَ، في دمشق وبيروت ودبي، نضالات، جبهات، أفلام، كتب، سجائر الحمراء الطويلة، لتر عرق لليلٍ بديعٍ معك، والأحلام بلا توقف، والخيبات جرعات تفاؤل، وتلك الطلقات الخطاطة التي أنارت لك رأس السنة ذات صحراء، تنير لي بأن لا حاجة لك بتقديم أو تأخير، حذف مشهد أو استبداله بآخر، أما النهاية فمفتوحة بلا ريب، ثم إنه الصمت، حلّ الصمت، وهناك من همس لي:
هسسس ..بشار في السينما، العتمة حوله تومض.