يحدثُ في الغياب
العدد 244 | 17 حزيران 2019
فاطمة كرومة


حضْرَ مَوْت

في “حضرَ موْت”
أرَاهن على أنّني براغماتيّة وأفَكّرُ بحُبّ
أبْحث عن أجنحة فراشات وأعشاش طيور 
وأخْفي التّفاصيل عن الخيْبة
لكنّهم لنْ يُصدّقوا!
أنّني لا أمُوتُ فيها ولا أحْيَا
أنّ حياة قَلبِي الأخرى والأخيرة
في العَناوين البَعيدة

يُمْضي أطرَاف نهارِه
بيْن الأشجَار العِمْلاقة ولِحائها
وينام آناءَ ليله 
في أعْماق نهر
وغياهِب بُحيْرة
هناك بيْن شعوب كثيرة
بيْن أجْراس الكنائس وساعات المَحطّات.
كيف أخبرهم؟
ولا يخبُو صوتي 
مثل صفّارة باخرة تائهة في المُحيط؛
أنّ قلْبي سمكة حمْراء صغيرة
عالقة في سَماء.

 

 

منْ يعْتَذر؟

الشَّجرة 
تعرف 
الحبّ
الرُّعب 
والغيرة
لكنّها لم تطلب المغفرة
لأنها أسلمت ظلّها للّيل.
والشَّمس
ليست الرّيح من أزاحت عنها الغطاء

وأنت أيها الجبل الكبير
لِمَ تتبعني؟
هل تقابلنا سابقاً؟
ومن سمّاك باسمي؟
الحياة صراط للعبور
أنت وأنا نثقله بمناقير حزننا
من ذا الذي سيعتذر غيرنا؟
عن قبلة لوردة فضّية 
ناداها الله
باسْمنا 
ولم نلْتفت.

يحدثُ في الغياب

ما الذي يحدثُ في الغيَاب؟

حينَ يبتعدُ الحُبّ مُطأطئاً أذنيه

ذاك الذي غذّيته

من شعلات متراقصة في عينيك

وهمسات حفظتها كتعويذة

ذاك الذي يظْهر في أيّ لحْظة

على أيّ هيئة

طفْلا ماكرًا مُتخفّياً وراء باب

ذئباً في فمه قلبك وأغنية

زهرة بين شفتي جدار

يعترضك مثل قاطع طريق

يجرجر جسدك الفارغ إلاّ من الخيبات.

بعد أن يطوف ببقاياك

ويتفرّس مليّا في ملامحك المبعثرة

المضحكة، المبكية

ه‍ا أنت ذا وحدَك يا قلبي المسكين

حبيس هواجسك

وجها لوجه مع الغياب.

*****

خاص بأوكسجين