أسباب
1
بينما كان يحصي إصاباته،
وجدت صوتها الكلماتُ:
ستدفعني رغبتي في الغناء الى الطيران
بعيداً
بعيداً.
ولن أتذكر شيئاً،
إلى أن ينبهني حدث عابر؛
نظرة، أو ملامسة، أو كلام
فأهوي
الخ،
وتزيد الإصاباتُ واحدة.
—
2
عندما لا تكونين موجودة،
ههنا،
تنزوي الكلماتُ.
زهورك تخضرّ، مرغمةً. وطيورك تأوي
الى الصمتِ،
حتى الأواني الزجاجَ، تشف
بلا رغبة.
،
جسدي، هو أيضا،
– أجل جسدي – يتضاءل شيئاً
فشيئاً
كأن السجائر تمتصني.
—
3
لا أقول: “لهذا السببْ”
وأنا مطمئن تماماً،
فثمة أشياء تحدث من نفسها.
،
ربما اهتز غصن لأن رياحاً، على عجل،
لامسته.
وقد لا تكون الرياح..
،
لعل جناحاً من الطير حط
ثوانيَ،
ثم استعاد السماء، فهزّ الحنين الوتر.
،
ربما كانت الجاذبية،
أو أن ناراً مخبأة في الخشبْ
شعرت بالضجرْ.
،
ربما كان شيئاً
سوى كل ذلكَ.
،
في ما مضى..
كانت امرأة، تستطيع، إذا أعملتْ
فكرها،
نقرَ تفاحةٍ في مخيلتي
وإزاحة أشياءَ ثابتةٍ، بالنظرْ.
***
دمع
تدندن في مطبخي.
صوتها يقطع اللحنَ من جانبيهِ
شرائحَ.
أما الصدى، فيجوب الممرّ
على قدميهِ،
ويرفع أغطيةً عن مواعيدَ سريةٍ لانعتاقِ الروائحِ.
،
لا تتذكر ما كانت الكلماتُ،
ولكنها تترك الصيفَ مختبئاً في الثيابِ،
وخلف الستائرِ..
تتركُ أنفاسَهُ حارةً،
وتميدُ مع اللحنِ.
،
كيْ تتذكرَ،
تدفع ركبتها، وتحكّ بأظفارِها ربلة الساقِ..
،
في مطبخي،
حيث يلقي النهارُ حمولتَه الذهبيةَ،
تطوينَ أمكنةً لا يمرّ عليها السحاب
وتمشين في طرقٍ لا نهائيةٍ..
تصعدين تلالاً،
وتنأين،
تنأين
حتى تضلّ خطاك،
فتبكين من شدة الحبّ.
______________________________
شاعر وصحفي من فلسطين صدر له “ليكن لي اسمك” 2011 و”فرد في العائلة” 2014
الصورة من أعمال التشكيلي الأمريكي Salamon Bradford
*****
خاص بأكسجين