هَذا يومٌ أصفَر
نَعم، هذا يومٌ معروف لنزلاء المَكان الميتين
هَجمَ على المقعَد الأمَامي
وَمعهُ نَوعين من الأنفَاس التي تُضيء.
***
الطَريقُ يَصعد ويَصعد
والغرُوب مَائل، وتَصدح منهُ أُغنية كئيبة.
أمَامي، في سَحابة السماء، امرأتين في جانب فقير
وخرائط للسطو على حَضارة وجَدها السيَّاح بالصدفة في كيس العظام
المَطارق التي أكلت الحَديد في اليد الهَالِكة
يَشتَعل فِي لَحمها اللهب الأزرق وَهو يُسوِّي السَكاكين وآلات الذبح
وعَرقٌ يَسطو عَلى مُقدرات الميك أب الرديء
يَحدث ذلك مَع حُضور الجَلسة الأولى للحب
وَيكون هَذا مَشقوقاً نِصفَين
نِصف فِي بِلاد بَاردة ومَطر
ونِصف فِي سَماء تَتلوى بين أصَابع الجائعين
***
خَدشوا الحَائط بِهراوة الرَجل الذي أحبُوه عَشرات السنين
ثُم ناموا فِي ماتور المَوت بِنفس الطريقة
مِثل الطَعام الذَائب في الفَم الغَريق
هَذا مِن نَفس الطَريقة التي تَشُقُّ بها الطُرقات الخَيال
بِنَفس النَفرة المَردومة مَع حَيوان الكَلس والمُستنقعات
كَما قال الحَكيم أثنَاء سقُوط لِسانه
أو مُكوث ظَهره فِي ظَهر البَاب عَاماً أو يَزيِد
بِحَيث تَظهر أسنَانه عَلى شَكل مُربعات
وَهو يَقضم مُتنوعات الأرامل وشَاهرات المَلابس
والراقِصات المتوازنات فِي الدَاخل
وهَذا لايُضيفُ شيئاً للطريق الجَديدة
تِلك التِي أُحاوِلُ حَجبها مِن أمَامي بِأكياس المَوتى
وَشِعارات المَلل الذِي تَدفق عَلى ظَهر المَدينة في أوائل الحقبة التي يَتشاحَنُ عليها السُكّان
هَذه هَفوُة لِسان
أو أنَّها طريقة في قَتل شَيء
لأنَّ الطَريق مَازال يَصعد ويَصعد
لَكن
لا أشجَار أُعلّقها في هَذه السَحابات
لا تُوجد بيوت نَائمة
كلّ ما ذَكَرهُ العميان عن حَياة الخيُول لمْ يظهَر أمَامي
لَمْ تَندفع إلى قَلبي الحَانات التي ذَكروها في الوَثيقة
أيضاً
قرأتُ عن المَاضي ثَلاثة كُتب مَقصوصة بنفس الطَريقة
وشعرتُ بالبرد والحاجة لشُرب مُحيط
فعَادت الأُغنية الكئيبة تُدندن لحنَها ببطء
أسوقُ السيّارة بطريقة ثنائية
بحيثُ لا تَهجم على مُخيلتي أسنان مَكسورة
يطُل منها لِسان عبدالله سَلمَان وَهو يَلحس الجَوافة
أنَا أتَجنّب ذلك بِقدر المُستطاع
لَكن، وفِي غَمرة المُوسيقى العَالية
مَع تدفق الجيتار والكَاونترباص
نَبَحتْ كِلاب في مُكبرات مُكرّرة
وأخذتُ الذَبيحة إلى مَجرَى السُيوُل
مَرَّرتُ كُلّ الشِتاء على جَبهة مَكسورة
كَي أُحدّد حَجم القمر فِي ذَلك العَام
ولمّا كَان الوَقت غَير مُناسب
حَجزت كُتلَتين مِن امرأة فِي إناء أسطوانيّ
وتَقدمت فِي سُهول حمراء، كانت تُفكر في احتِضَانِ بيُوتٍ وَتَهيئةِ عَشاءٍ
أنا فِي ليل يَتعَافى
أسحَب جَدول الخُرافات والفَراغ مِن جُمجة رَجل يَدور حَول جَريمة
وهَذا يَمنع الأمطَار مِن رؤية الشَوارع
هَذا يُناصِف السُكان المَنبوُذين حَياتَهم
فَزُهُور النَرجس التِي ظَهرت فِي الآونة الأخيرة لمْ أعثُر عَليها وأنا أُجَدِّدُ الحَفلَات.
جَاء قَضيب حَديدي وقَسَّم الخَيَالَ إلى قُبور وأجهزة حُب مَركونة فِي نَفس المَكان
أستطيع رَغم ذلك ابتكار آلة عِملاقة تُفرز السنين والنساء والأغاني
لكنّني لا أفهم كَيف يُرتبون الأزهار بالطريقة التي تُعجبني
لا أفهم لِماذا أدور حَول الجَانب الشَرقي دائما مِن المَكان، ولا أشارِكُ في بِناء الأشياء التي فَقدوها
حِبُالٌ فِي أعنَاق كَثيرة يَتَدَّلى مِنها نَفس الشَخص
وأنَا مُنهمك أردّد نَفس الأغنية الكَئيبة
وأكرّر نَفس المَساء.
______________________________
شاعر من مصر
الصورة من فيلم “كلاب شاردة – Stray Dogs” للمخرج التايواني تساي مينغ ليانغ
*****
خاص بأوكسجين