إلى غَدٍ بأثَرٍ رَجْعيٍّ
سُلطانان
هل قطعتَ مشقَّةَ الذَّهَاب إلى الحمَّامِ، يا عجوزُ
يا عجوزي، يا أنا العجوزُ غدًا ؟
هذا حدُّكَ الأخيرُ
أنْ تقضي حاجةَ البهيمَةِ منكَ قبل أنْ تُحرِجَ نفسكَ أمامَ نفسِكَ
مبلولًا ببولٍ كطفلٍ، أمامَ نفسِكَ أنتَ لا سِوَاك
فلَنْ يكونَ أحدٌ معكَ، أبدًا .. صدِّقني، أنَا واثِقٌ
حتَّى أنا الآنيُّ لا أنوي أنْ أكونَ معكَ
لن أكمِلَ الطريقَ المتشابِكةَ بالطينِ والأشوَاكِ إليكَ؛
انتحاريَ جنَّةٌ قبلَ جحيمِك
سأدخُلها رافِلًا في الجرَاحِ
وآخذُ لي حوريَّةً من غِناء الليلِ الطَّويلِ الجميلِ في اللاسبيلِ، .. يا أرْذَلِي
يا صفحةَ التَّجاعيدِ المكمُوشةَ من يَد الدَّهْرِ القويَّةِ
المُلقاةَ في سلَّةِ مُهملاتِ الوَحدةِ
المكتُوبَ في بطنِهَا :
هل قطعتَ مشقَّةَ الذَّهابِ إلى القصيدَةِ، يا شابُّ
يا شَابِّي، يا أنا الشَّابُّ أمْسِ ؟
عِدَاء
لُغَتُكَ مبحوحَةٌ يا جَدَّ نفسي
يا مَيِّتي بعدَ الفَوَاتِ،
تريدُ أن تقولَ لحفيدِ نفسِكَ
حيِّكَ قبلَ الفَوَاتِ
شيئًا
لكنَّ سمعي أصَمُّ عن غَدٍ
وصوتُكَ مجرَّحُ الكلماتِ يَنْفُقُ قبلَ أمسهِ.
أ تَحِنُّ إليَّ؟ أنا لا أحنُّ إليكَ،
خُطَّتي أنْ تبقَى الغريبَ عني أبدًا
أنْ أبغتَ القريبَ الجائي منكَ إليَّ
بالرَّحيلِ
سألَوِّحُ : هـٰأنذا، وأختفي كثعْلبٍ
وأضحَكُ في البعيدِ المُحَايدِ عليكَ
أمَّا أنتَ فلن تضحكَ، فَفَمُكَ هُوَ الآخَرُ مبحُوحٌ أدرَدُ ملقومٌ منِّي بحجَرِ الغياب.
حِنَّ إليَّ مِنْ هناكَ الذي يخصُّكَ ما دمتُ في هُنَا الذي يخُصُّني قبلَ وصولي اللا هُنَاكَ الذي لا يخصُّ أحدًا، يا عدوِّي اللدُودَ الوَدود!
مُصافحَة
يا مَنْ يرَى إليَّ منَ الطَّابقِ السُّفليِّ من نَفْسي • أحبُّك – لكنِّي لا أستَطيعُكَ • فأنتَ أخَفُّ من ريشَةِ الشَّبَابِ – على كتف الكهُولةِ • وَهِيَ ثلاثُونَ مُثَلَّمَةٌ • كوَجهِكَ الأصيلِ دُونَ وجهي المُقلَّدِ – من تقابُلِ المرايا والجُثَث * لا تَبْكِ • لن أدعكَ تذْرفَ دمعةً ولو، حسْبُ، واحدةً – فعيناكَ عينايَ باختلاف البصيرَةِ واتِّفاق المَجرَى • لا للدَّمْعِ – فليَكُنْ دَمٌ • أسفَحُهُ قُربانًا إليكَ أنْ لا تكُونَ • أصبُّهُ زيتًا في طريقِ العُمْرِ – أنْ ينزلِقَ إلى حُفرة عدَمِ العُبور إلى العدَم • أو أُشعلَ فيه نارَ الكآبةِ السَّوْداءَ فنحترقُ عدمًا * لا تَبْكِ :
سنضَحكُ معًا بصخَبٍ في اللا جَسَدْ
فكمَا انتظرتُكَ في الوَقتِ انتظرني في الأبَدْ.
*****
خاص بأوكسجين