للغابة جنودٌ مِن ندى
يا أنفاسَ الحبيبة
زفير الشجرة
أيها البري
لا يروضك غبار الصحراء، ولا يزيحك دخان المدينة
لك مسحة الحزنِ على زجاجِ النافذة
والبهجة على الأوراق
تلتمع فكرةً برأس الشاعر
على السنابل
وتتألق قلادةً على جيد الوردة
تعيدُ نضارة العالم
وتكسر رتابة الأيام
تزيح الحديث عن الأمور التافهة
يا محاولة الشجرة في تصحيح أخطاء العالم
يا ترتيل الغابة
من يروضك أيها البرق؟
معذور
إذا ما تأخرت
أو تريثت
أو قررت أن تغير مسارك في اللحظة الأخيرة،
فلن ألوح لك كما يفعل الشعراء…
ولن ألاحقك بجناحين زائفين
لن أُغرِق نفسي بالكحول..
ولا أملأ سلة المهملات بالعثرات
* *
وما دمت لا أملك أن أختار متى تضرب ولا أين؟
سوف أحترس من الضوء،
وأكتفي بمن تتبع أثره،
بمن أرخ الوجع الذي يطن بين الضلوع،
ومن يذكرني بهشاشة الحياة.
صورة في جيب الصديقة
فلتشحذي روحي بالطمأنينة
يا عين الصديقة
ولتمنحيني جناحين مِن رأفة
كي أكون ملاكاً حارساً
أكون ما يأمله الآخرون مني
ألبِسيني درعاً مِن سكيْنة
أصدُّ بها الكلمات التي تنفذ عميقاً
الكلمات التي تنز من لحمي الرخو وجلدي، كلما ارتكبت خطأً نحوياً، أو ضربت إصبعي بحافة المكتب.
امنحيني العزيمة على النهوض من الفراش، والاغتسال بنهرٍ لا أنزل فيه مرتين.
لأمدّ يدي، بيضاءَ، كلما لوَّح البرد صديقاً، أو تعثَّر بيومٍ سابق.
*****
خاص بأوكسجين