لم يبقَ إلا ما يبعص
العدد 173 | 17 أيار 2015
قطع وصل


في رسالة أخيرة إلى صديقه إبراهيم وطفي يخبره فيها عن إصابته بالسرطان، يقول “لستُ قلقاً. ولا أعتقد أني سأموت. ولكن لو متّ فستكون بعصة كبيرة. لأن مشروعي الجدّي لم يتبلور إلا في السنوات الأخيرة. وهو ليس ورائي، بل ما زال أمامي. ومع ذلك، لن تكون البعصة مهمة. وفي الواقع، لم يبقَ إلا ما يبعص”.

 

من ” سعد الله ونوس… تبدَّد الحلم وانـطوى” – خليل صويلح *الأخبار

__________________________________________

 

من أين خرجت تلك السلالات؟

الإجابة تحتاج مجلدات عن تكوّن سلالات من نخب سلطوية، تتكاثر كما تتكاثر الوحوش الهجينة، لا هي وريثة الدم الأزرق، ولا «الكاكي» ولا غيره من دماء عاشت على أن الحكم «حق الاستثناء» أو أن السلطة رهينة «الحق الإلهي» خارج الطبيعي/ وبعيداً عن الكفاءة…

 

من “سلالات الدم الأسود” – وائل عبدالفتاح *السفير

________________________________________

 

تقول لك منظمة الصحة الدولية إن 2000 كالوري يومياً تلزم الإنسان العامل، وربما 1500 كالوري تلزم الإنسان الهامل (يعني مثل كاتب هذا العمود).. لكن حسب وكالة “الأونروا” فإن اللاجئ الفلسطيني المحاصر في مخيم اليرموك “يُقيم أَوَدَه” بما يعادل 400 كالوري يومياً.. بس! يُقال: “عضّه الجوع بنابه” ويبدو أن جوع قبائل المغول عضهم فزحفوا من شرق الصين فأحرقوا ونهبوا الأخضر واليابس في غرب آسيا.

يُقال، الآن، في بعض الدراسات إن من أسباب الربيع العربي في اليمن هو جوع الحوثيين في صعدة للطعام وشحة الماء، وكذا في خراب اهراءات سورية في منطقة الفرات، وهجرة سكانها إلى المدن بفعل جفاف واستثمار جائر للأرض والمياه.. وهذا حتى لا ننسى قصة “بوعزيزي” في تونس مهد الربيع العربي. الجائع العربي خرج يضرب بسيف.. الدين؟ تذكرون “أنشودة المطر” لبدر شاكر السيّاب، ربما فيها ورد: “لم يمرّ على العراق عام بدون جوع” لا قبل غزوة جنكيز خان ولا بعد “خراب البصرة” وخراب العراق، وقديماً قالوا عن حديث النعمة إنه “تبغدد”!

من ” من الإيد للتمّ.. من الأزل إلى الأبد !” – حسن البطل *الأيام

______________________________________

 

العراق الذي عين أول امرأة وزيرة للبلديات في الشرق الأوسط، لا يزال بعد أكثر من 50 عاما يبحث عن قانون يبيح زواج القاصرات، ونسبة الفقر فية تجاوزت الـ30%.

من “ماركس في ساحة الأندلس” – علي حسين *المدى

______________________________________

 

تتمحور إشكالية الذائقة العربية في فكرة الرفض المسبق الأصم للأفكار، وأيضاً في عدم الإيمان بالأفكار بعد تحولها إلى حقائق؛ وهذا ما أدركه (لورنس) بحسه العميق، بعد أن عاش في جزيرة العرب وخبر الذائقة العربية عن قرب بقوله: «العرب لا يؤمنون بما يدعون إليه». أما أسباب هذه الإشكالية فتعود وتتعلق بالبنية الخاملة للعقل العربي بالفطرة، وبالتالي ـ وهذا ما يترتب على بنية الخمول ـ عدم القدرة على تقبل الأفكار الجديدة، بسبب فقدان رهافة الحس و(ضمور) أدوات التمييز أو القابلية على التعامل معها وهضمها.

من “الذائقة كأداة إنضاج فلسفي” – سامي البدري *القدس العربي

_______________________________________

الصورة للفوتوغرافية التركية ايبرو جيلان Ebru Ceylan

*****