لكنك
العدد 218 | 05 أيلول 2017
عبدالرحيم حسن حمد النيل


(1)

لكنك أنت الغريق

مغمورٌ بالظلمة الباسلة، تحفك الكوابيس

من كل فجٍ مسيخ،

وتتناوب وحدتك ثعالبٌ يقظة، تفترس صلابة المياه، بالظن،

بالظن السكران.

(2)

لكنك أنتَ الذاهب،

سأمك سأم الكوكب، وذهابك عُري الجهات

وحيداً تغلق مصاريع الوقت، وحيداً تذيب الفلز لينصهر الضجر في الريح

فتبقى غارقاً في جرح الحياة، غارقاً حتى آخر الكلمات

قبالة المعنى، تماثل إذاً،

تماثل للشقاء الذي ينبض في دم اللحظة،

ويكتب مقادير الأرض

بحبر الأرق.

(3)

تماسك أيها المهرق أنهاره،

سيجلس الموتى على حواف الأمنيات

يقضمون ثرثرات الكون البائسة

بأسنان الأبد، وسيهرع الأحياء إلى قبورهم اللطيفة في ظلام العدم،

سيرمقونك بنظرةٍ ساطعةٍ،

كما يرمقون الروح وهي تتسلل إلى أرض ثانيةٍ لتؤرخ الحياة.

(4)

لكنك أنت السَهَرْ،

تحرسُ جموع الطيور النائية برئتيك المُجَنَحَتيْن،

فرط الطيران.

*****

خاص بأوكسجين 


شاعر وكاتب من السودان، مقيم في السعودية. من اصدارته الشعرية "مشيئة تتململ..أيضاً"".rn"