كتابة الشعر وتقشير البطاطا
العدد 148 | 24 آذار 2014
رنا حمّاد


كنت أمزح فإذا بالكوارث تنهمر

واصلت المزحة

وصرت أنظر أبعد من أنفي

بدأت على الفور حملة لإعادة بناء الأمل

جمعت التبرعات

وطلبت اللجوء

ورحت أرمق من بعيد خراب وطني.

***

 

أخبرتهم وصارحت الجميع أنني أبكي يوماً

وبدل الصلوات الخمس أصبح لدي خمس جلسات بكاء في اليوم

جمعت الكثير من المتعاطفين مع دموعي

ولم يُعرف أحد ممن كنت أبكي عليهم.

***

 

زاد نصيبي من الأرق

 زاد عن حده

لجأت إلى المنومات

ولم أقع على حلم واحد

وهكذا أصبحت أكتب عن الكوابيس 

على نار هادئة

وببعض من بهارات الأمل 

مذيلة نهاية كل كابوس بغد مشرق

كان هذا سهلاً جداً

ومرحبّاً به كمنوم.

***

 

وقعت في فخ البرود

ومع ذلك أبقيت على مظهر السخونة

سخونة الأحداث التي تساعدني على تمرير الوقت

على تقشير البطاطا

وكتابة الشعر

معاً

جنباً إلى جنب

كتبت قصائد حزينة وأنا اقطّع البصل

كتبتها بدموعي.

***

 

أجبرت على ترك رسائل عزاء في “انبوكسات” حزينة

رفعت شكوى ضد الوحدة

رافقت الحياة المتبقية لي 

كل ذلك أصبح من الماضي

أنا الآن مشرقة كما الغد الذي يترقبه الجميع

حتى حين يحل الظلام ولا أنير الضوء

يعم الإشراق أرجاء غرفتي

فأقوم بتعبئته في صناديق وإرسالها إلى بلدي المدمر.

__________________________

كاتبة من سورية

 

الصورة للمخرج المصري عمرو بيومي

*****

خاص بأوكسجين