سينت أوبين: إما الكتابة أو الانتحار 1/ 2
العدد 174 | 02 حزيران 2015
ترجمة: أسامة منزلجي


في أوائل هذا الشهر صدرت الروايات الكاملة عن “حياة باتريك ميلروز” في مجلد واحد عن دار بيكادور. والحوار التالي جرى في صيف العام الفائت وكان في الأصل قد نُشر في Morgenbladet (بالنرويجية)

 

   بعض الكتّاب ينعزلون في منازل ريفية، والبعض الآخر يلجأ إلى المقاهي ويكتب في الأماكن العامة، يكتبون حتى يُكملون المسوّدة كلها. وقبل خمسة وعشرين عاماً، وبعد تخلصه من عدد من الروايات المُخفقة “والبارعة”، اختار الروائي الإنكليزي إدوارد سينت أوبين أسلوباً أشد تطرفاً. “لقد قررت أنني إما سأنهي تأليف رواية أو سأُنهي حياتي”. هذا ما يقوله سينت أوبين بهدوء، وهو جالس في مطعم إيطاليّ في حي “هولاند بارك” في لندن، وسينت أوبين طويل القامة، وسيم، ويرتدي بدلة زرقاء داكنة. ثم يملأ الصمت الذي يلي هذا الإعلان بتفسير: “لم يكن لديّ ما أفخر به، كانت حياتي أشبه ببحر من الخزي. وكنت قد بدّدت الكثير من المال وأنا في وضعي البائس على تعاطي المخدرات، ولم أكن قد أنهيت تأليف رواية واحدة، وهو الأمر الوحيد الذي كنتُ أهتم به. ولم يكن لدي أطفال، فقلت في نفسي “إما سأكتب هذه الرواية أو أنتحر. لأنَّ حياتي لا قيمة لها إذا لم أنته من كتابة الرواية. قد يبدو هذا الكلام ميلودرامياً قليلاً، ولكن أؤكد لك أنه صادق. كنت دائماً أتعاطى جرعات زائدة من المخدر، وحاولت من قبل أنْ أنتحر. ونجحت الخطة”.

 

   هذه النبرة معتدلة. فخلال الربع قرن الأخير، لم يعمل أي كاتب إنكليزي على إخماد تجربته وموهبته بالشراسة التي لجأ إليها سينت أوبين. رواياته الثمان، التي تشكّل خمسٌ منها ملحمةً مأساوية عن آل ميلروز، الذين يشكلون زمرة من الأرستقراطيين السفلة في حالة انحطاط دقيق ومعقد، هي أعمال فذّة من الإرادة والأسلوب الراديكاليين. إنها مُعذّبة ومُضحكة، مُحكمة البناء ومع ذلك رحبة كما ينبغي لكل ملحمة أنْ تكون. ومع ذلك تبقى تمور بما فيها من غضب وعنف. والمعجبين بها يزدادون عدداً خلال السنوات الأخيرة ومن بينهم الكاتب زيدي سميث وألان هولينغهرست وجيمس وود صعب الإرضاء الذي كتب يقول: “إنَّ الهوة الشاسعة، من ناحية، بين أسلوب السرد الأنيق والصقيل، وتلك الجُمل الراقية ذات الرنين الصافي، والضيق المتوازن للسخرية الاجتماعية، ومن ناحية أخرى، الألم الصارخ جراء العنف الأسري الذي أصاب باتريك يجعل تلك الروايات من أغرب الأعمال المعاصرة”

   إنَّ مقابلة سينت أوبين شخصياً ليست بالأمر المُستغرب على الإطلاق، وكأن بروست ولِدَ من جديد في حياة وزمن شخص أرستقراطي في الخامسة والخمسين في القرن الحادي والعشرين، رجل متآلف تماماً مع بيئة غرب لندن، بمتاهته من المنازل الصغيرة البراقة المبنية من الحجر الجيري الأبيض. كان سينت أوبين يعيش في أحدها. لكنَّ هذا الكاتب كان يُعاني من كل المشاكل التي لم يُضطر بروست إلى مواجهتها: جولات الكتب، الترويج لها، والتحدث إلى الصحفيين عن مدى صحة ما جاء فيها. وعندما تقابلنا، كان أوبين قد عاد تواً من كاليفورنيا، حيث قام بجولة لترويج روايته الأخيرة “ضائع في خضم الكلمات”، وهي كوميديا تدور حول السعادة والغيرة الأدبية. إنها رواية ممتعة، تتسم بذكاء منعش: ومضحكة جداً. والنتيجة، أنه فاز بجائزة الكاتب ب. ج وودهاوس السنوية للرواية الكوميدية.

   ولكن في معظم جولاته، كان سينت أوبين يُجيب عن أسئلة حول روايات شخصية ميلروز، وخاصة رواية “لا بأس”، التي تنطلق منها الملحمة في عام 1992. تجري أحداث الرواية خلال قضاء العطلة الأسبوعية في “لاكوست” حيث تستقبل عائلة باتريك ميلروز سلسلة من الزوار الأثرياء لحضور حفل صيفيّ. وفي أثناء تلك العطلة الأسبوعية يقوم والد باتريك، ديفيد، باغتصاب ابنه بوحشية. وتكون ردّة فعل باتريك على الاغتصاب بأنْ ينفي نفسه عن جسده – وكالعديد من الناجين من الاعتداء الجنسي، يبدو كأنه يراقب الأمر من فوق. في تلك الأثناء تسكر الأم، ويحاول الضيوف جاهدين لاكتساب انتباه ديفيد وعطفه، وتستمر العطلة وكأنَّ شيئاً غير عادي لم يحدث.

   إنَّ ملحمة ميلروز تتألّف من أشياء عديدة. إذ يمكن قراءتها على أنها علامات ونظرة شاملة على انحدار الطبقة الأرستوقراطية الإنكليزية. ويمكن أيضاً اعتبار الروايات مأساة من خمسة أجزاء: إذ مع حلول النهاية تنتشر الجثث في كل مكان. لكنها دراسة ملحمية مذهلة للآثار الطويلة الأمد والسامة لتلك الحادثة الوحيدة، مع انتقال باتريك من متعاطٍ مُدمن للمخدرات في” أخبار سيئة” إلى المرح والدعارة في “بعض الأمل” إلى الأبوّة التي لم يكن مستعداً لها في “حليب الأم” وأخيراً إلى سلام منفصل مع الماضي في “أخيراً”. إنها، كما يقول أوبين، “ترتكز عموماً على التجربة”. لقد اغتصبه أبوه، الطبيب السادي خريج “جامعة إيتون”؛ وقد أدمن سينت أوبين فعلاً على تعاطي المخدرات واقترب كثيراً من الدمار. وهذه الحقائق لم يُخفها سينت أوبين خجلاً، لكنَّ الروايات لا تمثّل التجربة؛ إنها ما صنعه منها، وهناك فرق.

 

   ولكن في سياق الجولة، عندما جلس سينت أوبين ليتحدث مع الصحفيين واحداً إثر آخر، كثيراً ما كان يُسأل وكأنّ الاثنين شخص واحد. وكأنما، من خلال آليّة عكسية للتشبيهات والفجوات التي تفصل بينهما، يمكن حل لغز معنى أكبر، وصحيح أكثر. لقد أمضى سينت أوبين وقتاً صعباً وهو يُجيب عن أنواع الأسئلة الموجَّهة إليه في هذا المسار. أصبح يقول الآن ” لقد شعرتُ بأنَّ جزءاً من أعراض كوني أحد الناجين من حالة الاغتصاب هو ألا  أُجيب بلا. وبعبارة أخرى، إذا طرح عليك أحدٌ سؤالاً مُشيناً جداً ومتطفلاً إلى أقصى الحدود، شاعراً دائماً بأنك تحت ضغط الالتزام بإعطاء جواب صادق وشامل”. وسرعان ما ننتقل إلى الكلام باللكنة الأميركية المثالية.

 وأعطاني مثلاً عن أحد المُضيفين في الإذاعة سأله: “وعندما كنتَ في الخامسة وقام والدك باغتصابك، كيف كان شعورك ؟!” أعني “كيف كان شعورك حقاً؟” ليس كما حدث في رواية “لا بأس” عندما قام الوالد باغتصاب باتريك ميلروز وأصبح ممزّقاً، نفى جزءاً من نفسه لكي يتمكن من الاستمرار في العيش، لكنه دفع ثمناً باهظاً، فلنناقش علم نفس الانفصال عن الجسد، الانطواء، الأذى…. عظيم، لا بأس. ولكن “كيف كان شعورك؟” وكأنه يريد أنْ يمحو ملحمة ميلروز ويختزل كل ما حدث فيها إلى حقيقة، ثم أخذ يستجوبني على طريقة جيري سبرينغر، وكأنه يأمل في أنْ أذرف الدموع.

 

    ثم ضحك سينت أوبين ضحكة سوداوية وطلب كأساً أخرى من كوكتيل “نغروني”.

*

   في الحقيقة، مهما بلغ مقدار سوء استغلال الصحافة الرخيصة لحياة سينت أوبين إلا أنه يبدو قادراً إلى أقصى الحدود على التعامل معها. من ناحية صفاته الشخصية هو مزوح، ودود، ومهذب. ومع ذلك فإنَّ جُملَه تتصف بالدقة الشديدة. بل تكاد تسمعه وهو يُحصي إيقاع المقاطع، وينحت بدقة التعليقات البارعة المُعترضة. إنه يتمهَّل. ونحن لم نباشر الحديث عن كتبه وحياته كما ينبغي إلا بعد شرب كمية مُضاعفة من الاسبريسو وزجاجة من “البيليغرينو”، وكأس من النيغروني – قُدِّمت كلها معاً – وتناولنا طعام الغداء. كان الرجل قد أمضى خمسة أشهر في التحدث عن طفولته الجريحة، ومن السهل أنْ تغفر له حاجته إلى بعض الحافز قبل أنْ يُصبح أدوارد سينت أوبين.

 

   إنَّ الوقائع واضحة جداً. لقد وُلدَ سينت أوبين في كورنويل ونشأ بشكلٍ رئيس في الملكية الشاسعة في جنوب فرنسا التي يمتلكها روبرت سينت أوبين، الطبيب المتقاعد الذي يتمتع ببعض الموهبة في الموسيقى، ومع أمه، لورنا. وقد تطلقا في عام 1968، عندما كان سينت أوبين لا يتجاوز الثامنة، وبعد ذلك التحق بالمدرسة وتلقّى غالبية تعليمه في لندن. في الروايات يُصبح اسميهما ديفيد وإليانور ميلروز، زوجان متنافران بصورة مؤلمة، والزوجة تُخفي رُعبها من زوجها بشرب كمية كبيرة من الكحول. 

   الحادثة المركزية التي تدور حولها رواية “لا بأس” مُستمدة بدرجة كبيرة من تجربة مرَّ بها سينت أوبين. فبين سن الخامسة والثامنة، تعرَّض للاغتصاب والاعتداء من أبيه بوحشية. وفي الرواية تمَّ وصف الحادثة بدقّة، ولا داعي لسؤال سينت أوبين عنها، أو عن شعوره حيالها، ومضى وقت طويل لم يُخبر سينت أوبين أحداً عنها. “لقد كنتُ منعزلاً طوال الربع قرن الأول من حياتي لأنه لم يعلم أحد بحقيقة طفولتي إلى أنْ قمت بمحاولتي الشهيرة للانتحار وأخبرت مُحللاً نفسياً بالأمر، لأنني كنت أعلم أنني سأُكرر المحاولة إذا لم أُخبر أحداً” ويستعرض سينت أوبين هذه التفاصيل ويعود إلى نفسه كالتابع. “إذا على مدى خمسة وعشرين عاماً كنتُ أنطوي في الأساس على ذات زائفة وسط هذا العماء المدوّي. لم يكن لدي أي حسّ حقيقيّ بالذات، مما منح صورتي الكاذبة مرونة. كان من الأسهل عليّ أنْ أكون شخصاً آخر غير ذاتي في أي وقت، لذلك كانت المرونة ضرورة مرضيّة، لأنه كان لابد لي أنْ أقول شيئاً”

وجد مساعدة في الحياة الواقعية في نهاية المطاف، عاد إلى صوابه، وباشر الكتابة – ولكن ليس قبل أنْ يوشك أنْ يقتل نفسه بتناول كمية كبيرة من المخدرات، وأنْ يُبدد إرث جدّته كله – لأنّ هذا جزئياً ما أراد أنْ يفعله. ومع ذلك، كان صراعه فاشلاً، بوجود الأصوات تضجّ داخل نفسه. في رواية ” أخبار سيئة” يكشف سينت أوبين عمّا تكلّفُ هذه الاستراتيجية باتريك. والرواية تكشف من خلال رحلة تدوم يوماً كاملاً إلى نيويورك عن باتريك وهو يحمل جثة والده الذي مات في أثناء زيارة إلى تلك المدينة. وينكفئ باتريك عائداً إلى تعاطي المخدرات، وتهدد الأصوات المتنافرة بالاستيلاء على سلامة عقله. وفي فصل مرعب، يقوم باتريك بقيادة ما يشبه السيمفونيّة المُصغّرة من تلك الأصوات الداخلية. يقول سينت أوبين “إنَّ باتريك هو شخص على مسافة بضعة ملليمترات من الإصابة بانفصام الشخصية”

   إنها تجربة يعرفها حقّ المعرفة. في عشرينيات عمره، كان سينت أوبين يجلس في غرفته ويقود حركة مسرحية من عشرين شخصية، قافزاً من مقعد إلى مقعد، مؤدياً الأصوات المختلفة كلها. وأقول إنَّ هذا أقرب شبهاً بنسخة مُمثَّلة عما يفعله الروائي على الصفحة المكتوبة فيُجيب مع تفكير عميق “إنني أفكر كثيراً في أنَّ قدراتي كروائيّ، كما هي، هي نتيجة أعراض مَرَضية متحولة. أولاً لقد طلب مني والدي أنْ أنتبه لكل شيء”، [كما فعل والد باتريك في الرواية الأولى، قبل أنْ يقوم باغتصابه]، وقد فعلتُ ذلك بحذر شديد وقلِق إلى أبعد مدى، استرضاءً لشخص يمكن أنْ يؤذيني إذا فشلت. وحتى عندما لم يعد يشكل هذا تهديداً، بقيتُ على انتباهي للأشياء، وهذا أمر هام بالنسبة إلى الروائيّ. أخذتُ ما كان تهشّماً فظيعاً ومرونة نتيجة انعدام أي إحساس بذاتي وحوّلته إلى “كلمات أخيرة شهيرة” 

   بعبارة أخرى، لقد صُعِّدتْ المهارات اللازمة التي كادت تجرفه نحو الجنون لتغدو أدوات حادة بشكل سامٍ من أجل البراعة في الأدب. وبينما سينت أوبين يتكلّم، بات جلياً أنَّ تلك المهارة سلاح ذو حدّين: أنْ يستمر في الكتابة حتى يفهم ما يعرف. يقول سينت أوبين “عندما باشرت في تأليف ” أخبار سيئة”، كنتُ في الثلاثين وأكتب عن باتريك وهو في الثانية والعشرين، لذلك كان بيننا فجوة من ثماني سنوات، والقصة تستمر هكذا تقريباً. وتنغلق الفجوة – ومع الوصول إلى رواية “بعض الأمل” بدأتُ أفكر في العودة إلى اللهو، الذي كنت قد تركته عندما كنتُ في الثامنة والعشرين وأصبحتُ كاتباً. وعندما وصلت إلى الحديث عن جنازة أمي [في رواية “حليب الأم”] كان الوقت ربما قبل ذلك بثلاث سنوات. إذن لديك كاتب وذات ثانية يتقاربان مؤقتاً، ويتقاربان أيضاً على مستوى التفاهم. ثم نصل إلى الفصل الأخير من رواية “أخيرا ” ولا يعود هناك ما نلتفت إليه، ولا لحظة تجلٍ مُضمرة، وهو ما كنت أصبو إلى نقله إلى قرّائي، لم تعد هناك تجربة ألتفتُ إليها” 

   إن كان الانتهاء من تأليف  لا بأس” يُعد أول اختراق، فإنَّ الحاجر الأكبر التالي كان الفصل الأخير من ” أخيراً”. كانت جعبة سينت أوبين قد خلت من تجارب يُغِير عليها أو يُلمّعها. يقول سينت أوبين “وعند تلك النقطة تستطيع أنْ تقول أخيراً أصبح باتريك ميلروز وإدوارد سينت أوبين كياناً واحداً. لقد اكتشفتُ الحل في وقت واحد مع باتريك، وأنا اكتشفته عبر تدوينه. كنت أكتب والدموع تنهمر من عينيّ، دموع الارتياح، وليس رثاء الذات أو ما شابه، لم أكن أجهش من الحزن على الأمر كله، لقد ارتحت لأنَّ الحل قد ظهر، وأيضاً لعدم اضطراري إلى البحث عن أي عزاء، ألا أحتاج إلى عزاء، أو ألا أكون قابلاً للعزاء، بل إلى شيء آخر”

   تحدثنا قليلاً عن معنى هذا، والتعريف الأقرب كان أشبه بنوع من المقدرة السلبية العاطفية، بالتصور الشِعري الذي وصفه الشاعر جون كيتس في رسائله. “المقدرة على الإقامة في الألغاز والشكوك دون السعي بغضب إلى بلوغ حقيقة أو سبب ” هكذا يقتطف سينت أوبين، ومن ثم ينتقص بكل أدب من براعة ذاكرته. – قبل أنْ يُتابع قائلاً ” لقد اضطرّ كلاناَ إلى معرفة هذا. إنَّ المقدرة السلبية غاية في الجمال، أليس كذلك ؟ إنها عكس القلق. وهكذا يستطيع باتريك أنْ يوجّه انتباهه إلى حيث يُريد، بدل أنْ يُنتزَع منه، يستطيع أنْ يكون حاضراً بدل أنْ يسيطر عليه الماضي بحيث لا يرى ما يجري أمامه. يستطيع أنْ يُقيم في اللغز”

   إنَّ هذا يعني أنَّ في استطاعته أنْ يكفَّ عن البحث عن معنى للغز معاناته. وهذا ما يصرّ سينت أوبين على أنَّ الروايات تدور حوله وليس الأذى، أو الاغتصاب، أو حتى الأرستقراطية. “كان يجب أنْ أصيغ معاناتي الخاصة في شكل خاص، لأنّ على الروايات كلها أنْ يكون لها محيط خاص وشكل خاص، ولكن في الحقيقة هل هناك من قصة عالمية أكثر من معاناة الناس، التساؤل عن سبب معاناتهم، وكيف وصلوا إلى ما هم عليه، وإنْ كان لديهم أي خيار في الأمر؟ أليس هذا بصورة ما ما نفعله غالباً إذا أُتيح لنا ما يكفي من الوقت أثناء إرسال الإيميل لنفكر في أي شيء، أليس هذا ما نفكر فيه؟” 

 

____________________________________

حوار: جون فريمن (يتبع في العدد المقبل)

 

الصورة من الأعمال الفوتوغرافية للكاتبة الليبية نجوى بن شتوان

*****

خاص بأوكسجين