ساحر يلعب بالرغبة والإرادة
العدد 204 | 17 كانون الأول 2016
وائل عبدالفتاح


ندبة وحيدة

 

قلبي مكان مقفر

لم يترك سنتيمتراً واحداً لعضة جديدة

رغم أنه مترف

يرسل طلبات البكاء المنفرد في حجرة الأسرار

ولا يكشف نفسه للغرباء ولا للأصدقاء

قلبي جوزاء، يداوي جراحه بجراح جديدة

لا يخاف إلا من اقتحام غرفه الغامضة،

أو ترك آثار  لمسات التحري على سطحه الطري،

الحب لا يغادره، يتحول ندوباً، واحد منها فقط غائر، يتجدد فتحه في مواسم العواء

عاش قلبي ترفه، يذيب الجروح بالماء المرح

يجدد جلده مثل الثعابين

ويمنح دروساً في التخلي النبيل،

لا يتحمل ضجيج النهايات الصاخبة، ولا ولع الهجر و الحرمان، حيث أم كلثوم سيدة مسارح، تغوي بانتصاب القلب ضمن كورالها الراقص على الألم.

…..

قلبي.. مقفر…

وخبير في الانسحاب من معارض الندوب، وطقوس التطهر الجماعية، وساحر يلعب بالرغبة والإرادة…

كان هذا كله قبل ظهور الندبة الغائرة…

***

 

الشهوة

 

في الرغبات المبعثرة ، سكينة ما.

تتركها لروحك على باب ما زال مغلقا، لتعرف كم تعذبت في طريق الفتنة بالمثالية المطلقة.

ستعرف روحك أن العربيد الذي يظنونه يختبىء داخلك، حقيقة تنكرها، لتستمر الحياة في مدينة تحب المتوسطين.

في مدينة كتلك، تتوه الشهوات بين عدة تقاطعات. وتتابعها أنت على مقعدك في المقهى، وسط استعراضات الحواة والمجاذيب ومجانين الطريق، كل منهم يلتقط الحياة من طرفه الشفاف ويمنحها لنا في زجاجة، وأنت لا تضع شهوتك حتى في زجاجة؛ تتركها تنسال بجوار مقعدك، علك تسبح فيها مرة، أو تلعقها كما يلعق القط الجائع الطعام اللذيذ في الشوارع.

________________________________

*من مجموعة جديدة قد تحمل اسم “ألعاب لتسلية المنتظرين”

*****

خاص بأوكسجين


شاعر وصحافي من مصر. من أعماله الشعرية: "الغرام"" 2009، و""تانغو الأفيال"" 2015"

مساهمات أخرى للكاتب/ة: