رسالة في صندوق البريد
العدد 162 | 27 تشرين الثاني 2014
حازم شحادة


حاولت لساعتين إقناع نفسي أن “لايك” هذه الصديقة الجميلة ذات الصدر العارم على قصتي التي كتبتها قبل مدة، ليس دعوة مباشرة إلى فراشها. 

أصلاً، عيب على كاتب وشاعر عظيم وأسطوري مثلي أن يفكر بهذه الطريقة المتخلفة. 

استعنت ببعض تمارين اليوغا كي أصرف تفكيري نحو أمر آخر. …

أنا الآن على جزيرة وسط البحر الكاريبي تعود ملكيتها في الدوائر الحكومية لحضرة جنابي. 

النخيل طويل والبحر أزرق شهي، وفي السماء الصافية مجموعة من النوارس فائقة الجمال.

هناك أرجوحة مشدودة بين نخلتين وأنا مستلقٍ عليها يداعب جسدي نسيم بحريٌ ساحر. 

تخيّلت فيما تخيّلته خلال اليوغا أنني كتبت أبلغ وأروع قصيدة في تاريخ الشعر، وأنني المسيطر وذو الخبرة والجاه الكافي لتكون طلباتي أوامر للجميع.

حقا! اليوغا مفيدة! 

انتهت رحلتي الخزعبلية وعدت من البحر الكاريبي إلى غرفتي جالساً أمام شاشة الحاسوب وصفحتي على موقع التواصل الاجتماعي تطالعني. 

إشعار أحمر في صندوق البريد. 

فتحت الرسالة. لففت سيجارة وعببت.

الرسالة من الفتاة الجميلة ذات الصدر العارم تعبر فيها عن إعجابها، وتعتقد أن هذا الإعجاب قد يتحول إلى حب.

هرشت رأسي. قرصت خدي. أغلقت الصفحة وأعدت فتحها. كل شيء حقيقي وواقعي. ابتسمت كما لم أبتسم منذ أعوام.

تابعت قراءة الرسالة.. “ترددت كثيراً قبل أن أراسلك” قلت لنفسي.. أصلاً عيبٌ على امرأة جميلة وأسطورية أن تدعو كاتباً أعجبت بقصته إلى فراشها، لكنني فعلت.

طلبت منها ألا تهتم بذلك فخطوتها الجريئة أدخلت السعادة إلى قلبي ثم انتقلت إلى القسم المهم من الحديث وسألتها عن مكان إقامتها لأشاركها السرير.

إشعار أحمر، قلبي يدقّ ألفاً وألف، سأعرف الآن أين هي وأطير بسرعة البرق إليها… 

– تعال يا كاتبي المفضل، أنا عارية وبانتظارك في الكوخ الثاني عن يمين تلك الجزيرة الكاريبية.

_________________________________

كاتب وشاعر من سورية

الصورة من أعمال الفنانة والممثلة السورية نجلاء الوزة التي انتحرت في جنوب إفريقيا.

*****

خاص بأوكسجين