ليس معيباً أنْ أغفو
على جدائلِ تلوحيتك الإلكترونية
ليس معيباً أنْ أنثرَ
رمادي على نوافذكِ الملتقطة من عدسةِ الهاتف
ليس معيباً أنْ أسير
عبر وتدين
عُلقتْ حبالَهُما بكوكبِ أسنانكِ
ليس معيباً أنْ
أجلُسَ
عند
كفّيكِ وهي
تُأرجحُ الغَمام بطيشِها اللا أبالي
وحنان كلماتها الافتراضية
إذ تتدحرج عروقنا سويةً
حين نحلقُ بالحدائق
ليس معيباً أنْ تذبلَ
صفحات عنفواني بين مرمى
الألم وخاصرةِ الاشتياقِ وجمهرة الناعسين
ليس معيباً أنْ تطلبي منّي
إعداد طبق الصّمت في صباح متروك من التغاريد
أو
تحت شمسٍ أغفلت شروقكِ فانكشفت
أو
إعداد قافلة من الأصوات تحت همهماتكِ في السّرير
ليس معيباً أنْ
تلمسين تعبي بالضحكاتٍ متماوجة
والمرطبة للهواء المتجعد ، الممطوط بالأعراق
ليس معيباً أنْ تديري وجهكِ وتخطابين فحولتي
أنْ شُرَّ الملابس جيداً ، إحملها ، إكوها ، رتبها في الأدراج ، وحدك المسؤول
عن إطلاق الشواطئ من ساحلِها المعتاد
وحدكَ المنسيَّ حيثُ السّجايا
تعبرُ ثلوجكَ المبطّنَة بالنُجيماتِ
ليس معيباً أنْ أعمل بدلا ًعنكِ، كافة التفاصيل اليوميّة
ليس معيباً أنْ تقولي:
يا “أحمد” لم تكنْ الأطباقُ مغسولةً جيداً
لم تكنْ الأرضيةُ ممسوحةً بهذا النوع الذي اتفقنا على استعمالهِ المدعو (فلاش)
ليس معيباً أنْ أرفعَ عنكِ كافة هموماً تدثرت
نتيجة سهرك المتواصل على راحة مرضاكِ
السّاهين بشباكِ عطركِ العالق في ردهاتهم
ليس معيباً أنْ أبرمج
تفاصيل أطفالنا المختومين بالغياب ، وقلة الحيلة وتعب الأمومة
ليس معيباً أنْ نرسمَ
كافة الرؤوس المربعةَ والمثلثة
ونحفر مشاعرِنا المحفوفةَ بالخوف
ليس معيباً أنْ
أطيرَ
على
حافةِ
شفتيك
وأحلّقُ على سلالمِ
التوجس القادم
من النّهار
ليس معيباً أنْ
أتكوّر على ذاتي، وأحملُ مسامير الآهات المتساقطة من بذلتِك البيضاء
ليس معيباً أنْ أتجرع سمَّ انتظري كأيِّ شحاذ يترقب الرّزق في الطرقات
ليس معيباً أنْ ليس معيباً أنْ ليس معيباً أنْ ليس معيباً أنْ ليس معيباً أنْ ليس معيباً أنْ ليس معيباً أنْ ليس معيباً أنْ
يحولني هاتفكِ إلى دمية تترقب أنفاسكِ المتدلية من سماعته الشاقولية
ليس معيباً أنْ أبحر على ذكرياتٍ لم تولد أصلاً
لكنها تنفذ من عنق احتطابي اللاهث
ليس معيباً أنْ أمشّطَ حسرتي
بدفء ضفائرك المتجعدة أو التي تشبه أرضكِ ذات الطعم المتلألأ ليس معيباً أنْ
أُلَقِبَكِ ببنتيَّ، وتندهين عليَّ بطفليَّ العزيز
ونملئ فضاءنا عاصفة من الموسيقى
ليس معيباً أنْ
أراقب صورتكِ الشخصية وأحفظ تراتيل وجهكِ وتفاصيل شالكِ الأحمر/ الأزرق الذي لا أرى فيه غيركِ أتناسى بأيّ لونٍ تأخذين الصورة، وأبسملُ إسمك عن ظهرِ تغريدة، وأرشرشُ باقات أوردتي أمام تضاريس ساقيكِ الرشيقين
لا ليس معيباً أنْ تختبئي منّي
وأنا أسرَحُ فيكِ وأترقّبُ
لحظة لُقياكِ في شارعِ القصيدة الذي يَجمعُنا
أو الأجيال التي تحرصين على بقائها في مدارس جيدة، وأتعامى عن المبالغ التي لا نملك جزءاً منها
ليس معيباً أنْ .. لا لا.. ليس معيباً أنْ
أسأل أصدقائي عن مكان إقامتك وعن شواهد صبحك وعن رؤوس الطرقات التي تجوبين وعن محاولاتك للفرار منّي وعن الخوف والأمل والحياة وماذا تحبين وتكرهين وعن الصراعات التي تعيشيها وعن صمتكِ الذي يشبه إلى حدٍ صمتي وعن سرِّ ابتسامتُكِ وعن السجلّات التي تهلهلُ في يمينك، وأترقب بحسرة تلك الوريقات البيضاء المتكونة من حياتكِ وعن أفراد أسرتكِ وعن لونكِ المتلابد في جسدي وعن الأبوابِ التي أخشى وجودها أمامي
ليس معيباً أنْ أضع الملح في بصري حتى لا أغمضه وأفقد لحظةً من رؤياكِ
ليس معيباً أنْ أفتحَ
أركان
جسدي
المرتاب
وأضع فتات أنفاسكِ في شرنقته
ليس معيباً أنْ أقفز
على أوتار جسدك ِ
ليس معيباً أنْ أكون أعمى يتلقف بصرهُ منكِ
ليس معيباً أنْ تتورمَ فصوصي اللامرئية
والمليئة بفواحش محيطات واسعة
ليس
معيباً
أنْ ..
ألمح طيفك عبر كأسٍ يأسٍ ملئُهُ القُبُلات
وبعض الأرامل المتعشعشة بفيتامين القتلى
ليس معيباً أنْ أعصر نهديك الفردوسيين
وأرتشف ربوبيتي الفائضة بخرخاشة الطفولة
ليس معيباً أنْ أحلم وأحلم وأنا أمشي
على أرَقي المتوائم مع ضفيرةِ الصُّراخ
ليس معيباً أنْ …
ليست محسوبةً الأيام التي لم أرَ صورتكِ فيها
أقلبُّ وجعي
أفحص جغرافية جَسد الحاسوبِ
هاااااااااااااااااااااا
الآن أرآكِ
دخلتُ عوالم شِعركِ، أبصُركِ تنطقين العقبات الفاصلة للقيانا
يندلقُ الكونُ من ابتسامتكِ الزهرية
والتحولات ذات الثلج المتأكسد في التسارعِ
وحاجباكِ حيثُ أَعِتُّ بسوادِهما
شرفاتِ شحوبي الغريق
الاحتياط وأجبٌ هذه المرّةَ
أن كيف أدخلُ إليّكِ عبر الـ Inbox
وما الذريعةُ التي تتفجّرُ
بروقها في متاهات أناشيدكِ الطّاعنة
بالنذورِ
وأن كيف أتخيّلُ حجارة قلبي الصّامت، المحافظ، اللاهث، الفردوسيَّ، الناطَّ من أضاحي ملونةٍ تتسامرُ مع بؤبؤ عينكِ ذات الكُحلة المأخوذة من دمي،
أفزعُ حين أجدً نفسي
رغيبةٌ لتحنِثَ عَهدِ النطقي
المفخورة
ببعض
التافهين.
*****
خاص بأوكسجين