تحتَ الجواربِ مشّيتُ ذاكرتي
يومَ كنتُ قدماً..
تتقنُ فنَ الخطو بمهارة
قدمٌ بعينٍ واحدة
تعرفُ ان الطريقَ طويلةٌ
لكن الضوء مآل السائرين في آخر النفق
لم يكن الغبارُ مربكاً
وحدهُ التفكيرُ بالكسرِ عند الوسط
كان مخيفاً ومقلقاً
ربيتُ عظامي على البرد
على تحمّلِ اضطراباتِ الجروحِ..
من جهةِ الثقوبِ المزروعةِ في الدّانتيل الاسود
ووهبتُ الخطوةَ القادمة شرفَ المسيرِ والمغامرة
كلُّ شيء كان ينذرُ بالغرق
اعمدةُ الإنارة محنيةُ الظّهر
القناديلُ المكسورةُ بحجارةٍ كل جريمتها انها بلا يدين
السّلاحفُ المنتحرة على جوانب الطريق ..
بعد أن سلبها العابرونَ محاولة العيشِ بلا صهيل
كلُّ شيء..
حتى لحيتك الفضية التي تلمعُ من بعيد..
وتجرحُني
انا لا اتقنُ العزف
وأصابعي تركتني
ومشت نحو اوتار الآخرين التي لا اعرفها
وفي الطريق الى مدينة “أين”
سقطت نظارتي الوردية
وسقطت معها عيني
قدمٌ بلا عين
وجلدٌ تفوحُ منه رائحةُ التعب
وحطّابٌ ينذرُ بفزّاعةٍ وفأس
كيف أقنعهُ بأني شجرةٌ مسالمة؟
وأن حياتي السّابقة..
لم تكن سوى تدريبٍ على الحياة؟
كيف اخبرُ الرّيحَ القادمةَ من هناك..
بأني لم أوقع احداً في حبّي
وأن القلوب وحدها نبتت على أغصاني
وأنارت الطريقَ للغرباء؟
أحتاجُ الى ذراع..
ذراعٍ قويةٍ جداً
تمسكُ بكتفي قبل أن يسقطَ ارضاً
وتثقبه المسامير
أحتاجُ الى تهليلة..
تهليلةٍ صادقة تغني لي
كي اموتَ بهدوء
انا التي خبأتُ العالمَ في جواربي
لم أعرف انه فأرٌ كبير
سيقضم قدمي..
ويتركني على حافةِ هامش أبيض..
ا..
ح..
ت..
ض..
ر..
___________________________
شاعرة من فلسطين
الصورة للفوتوغرافي التشيلي سيرجيو لاراين Sergio Larrain
*****
خاص بأوكسجين