جنرال مملكة الدموع
العدد 183 | 21 تشرين الثاني 2015
قطع وصل


في مناخ إرهابي يمكن رمي فكرة الحريات نفسها في القمامة، يمكن طرد “الأجانب” و”المهاجرين” ونبذ المختلفين. وفي مناخ إرهابي يمكن إدامة الهيمنة ودعس شعوب كاملة تطالب بحقوقها. وفي مناخ إرهابي سيتلاشى أي وهج لمعنى المقاومة، وسيُسمح فقط بمقاوَمات لديها شهادات حسن سير وسلوك. وستأتي لحظة تُمنع فيها كتب فرانز فانون مع منشورات داعش.

من “طبقات الإرهابيين” – نجوان درويش *العربي الجديد

_________________________________________

 

في مجتمعنا، لا يصبح المرء «أبيض» بل يولد بهذا «اللون» مع كلّ ما يرافقه من امتيازات. وبالطبع هذا «البياض» ما هو عرقي ولا جيني. فأنا «المهاجر» المولود في الخارج لوالدين غير فرنسيين، لم أتعرض يوماً خلال السنوات الخمسين وأكثر التي قضيتها في فرنسا إلى تنميط عرقي أو تفتيش جسدي، أو لإهانة من قبل شرطي (..) غير أنني لم ألمس «امتيازات البيض» هذه بشكل واضح إلا في تسعينيات القرن الماضي حين بدأت ابنتي في الذهاب إلى المدرسة. فقد كنّا نقيم في حيّ في الدائرة العاشرة، وكانت ابنتي تقصد مدرسة «جاك ديكور»، وهي منشأة تعليمية متميزة تضمّ تلامذة «مختلطين» كما يقال عنهم. وكان كلّ واحد من زملائها السود والعرب يخضعون للتفتيش مرّات عدّة في الأسبوع، على عكسها تماماً. 

من “مكافحة العنصرية ليست من امتيازات البيض” – آلان غريش *الأخبار

_________________________________________

 

يقبع الشاعر الفلسطيني “أشرف فياض” في سجون الشرطة الدينية -هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر- والتهمة ديوان شعري اسمه “التعليمات بالداخل” في إعادة زمنية لعصر محاكم التفتيش الكنسية في عصور الظلام والتخلف. مرّ أكثر من عامين على إعتقال الشاعر والفنان التشكيلي الفلسطيني أشرف فياض في أحد سجون أبها جنوب غرب السعودية. تنوعت التهم الموجهة إليه ما بين إلحاد إستقته هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من سطور ديوانه الشعري، وبين الإيمان بأفكار لا تتناسب مع المجتمع السعودي، وأخيراً إطالة شعر الرأس وأخذ الصور مع زميلاته الكاتبات!

من “أشرف فياض لا بواكي له لأنه في زنزانة سعودية” – دانة زيدان *رأي اليوم

_______________________________________

 

الآن والفرح مشتعل والأهل في فرح وسرور من حق هاني شاكر أو من ينوب عنه، أن 

يدخل الفرح ويطلب الاطلاع على كل أوراق الموسيقيين الموجودين على المسرح والتأكد من عضويتهم للنقابة، بل وإذا لم يعجبه الفرح ووجد فيه اسفاف فمن حقه القبض على الموسيقيين وسجنهم، وهدم الفرح عليك وعلى دماغ أهلك. لأن أمير الأحزان جنرال مملكة الدموع هانى شاكر يرى أن الموسيقى التي ترقص عليها في فرحك إسفافا.

من ” ضبطية هاني شاكر” – أحمد ناجي *المصري اليوم

________________________________________

 

«مسّيتكن بالخير يا جيران» هكذا افتتح الصّوت الحفل، هكذا حملني إلى خارج المسرح وخارج البلاد الحزينة وخارج نفسي. قال لي أخي: فهمت دموعكِ وصراخكِ وقفزكِ وكلّ حركةٍ مختلّةٍ قمتِ بها، ما لم أفهمه هذه القبلات الّتي كنتِ ترمينها. لن يفهم أيضاً كيف تحسّس خدّه في تلك اللحظة: القنّاص الّذي أخطأ سيارتنا، جارتي الّتي لا تردّ لي السلام، بائع الحليب المغشوش، الصّبيّ الّذي كسر بلّور شبّاكي بكرته، كرة الصّبي، وكلّ من «ركبوا عربيات الوقت وهربوا بالنّسيان». الدّفّ في يد فيروز، ولك أن تتخيّل بهاء هذا المشهد، إن استطعت. لا أستطيع أن أفصل شخص فيروز عن صوتها، أحيانًا أفكِّر بأن لهذا الصّوت شعرًا بنّيًّا، وضحكةً خجولاً. صوتٌ يمشي على قدمين صغيرتين، مع أنّه يبدو لنا ساكنًا السّماء.

من “بلاد تشبه صوتها” – نسرين أكرم خوري *السفير

__________________________________