المرثاة 35
ذلك الصباح الماكر
لن يغسل البقع الزيتية عن أسناخكَ.
سيجففها و
سيستحيل بعدها
لبقعة أن تزول.
ذلك الصباح الماكر
يطالب:
“إذا نظفت أسنانك قبل النوم
ستنسى البراعم الذوقية في مؤخرة لسانكَ
مرارة الخيبة”.
الوحدة التي لم يعد يخففها
جسد راقد
بقربك على السرير.
الوحدة الخشبية
التي تطفو على وجهكَ أبداً
الوحدة التي تخضع لدافعة أرخميدس
…
كلما ازداد وزنها استحال إغراقُها.
كيف لي أن أقامرَ بهذا السخاء
كل صباح
برعونة ذكر يذرو ما شاء له من نطاف في كل رحم
كيف لي أن أقامر و في داخلي
خمس و ثلاثون بويضة
تصرخ…
“أجهضيني هذا الصباح”.
***
اللبأ
ثلاثة و ثلاثون رجلاً ماتوا
لتحيا.
ثلاثة و ثلاثون عاماً
لم ينضب الدم.
لم تتردد أُمَّكَ بقبول الصفقة
لما تجلّى لها طيف (كاليوبي) و أخواتها
في المنام.
ثلاثة و ثلاثون رجلا
ماتوا
لتحيا سوستكَ الشعريّة
اللعينة.
متسوّلون
أرامل
متصوفون
قضوا!
قتلتْ أمكَ أعمامكَ التّسعة
قتلت من بلغ الحُلم من أبناء أخوالك
قتلت أباكَ
وأخيراً أخاك.
كم قصيدة لا زالت في جعبتك
أيها اليتيم؟
أمك التي لم تعترف يوماً بشعرك
ستموت قبيل عامك الرابع و الثلاثين.
جناحان وارفان
تفرد جثة أخيك المتفسخة.
أما أنا،
لن أقتُلَ من أجلك.
عادية ستصبح قصائدك
كجناحي دجاجة.
***
الكوريدور
بالعرق و الخيبات مثقل
سرير أبي
تحته نوابضه الصّدئة
تحولت ظربانة إلى صبية جميلة
ملكة للسموريين…
طالبت بعرشها المخلوع
تتهيأ إلى حكم أزلي.
وقع صحن من يد أمي
هرعت إلى الظرابين العالقة في مصائد يدوية
تتربص في الزوايا.
اقتنع والدي بأبوته للملكة
يختال في ردهات المنزل
انعتاقاً ستينياً أخيراً.
على سفرة العشاء
اجتمعت العائلتان.
حقناً للدماء
خُطبت شقيقتي الصغرى
إلى واحد منهم
على ظهره خيط فضي
يشي بدماء ملكية.
كأنَّ أمّي لم تكن..
حتى اليوم
ما تزال الملكة السمّورية
تنام تحت سرير أبي
وتسيّر شؤون رعيّتها
من الأريكة في صدر الصالون.
و فوق باب الدار دقّت على لوح رخاميّ :
“هنا بسلام يعيش الظرابين و الآدميون” .
____________________________________
شاعرة من سورية مقيمة في بوسطن
اللوحة من أعمال التشكيلي السوري نذير نبعة الذي فارقنا في 22 شباط 2016
*****
خاص بأوكسجين