خلع شاربه ومعطفه
هل ثمّة ما يستحق أن يسيرَ عليه أو لأجله
سُترته المهترئة تقبعُ في زاوية مقهىً رثٍّ للسُّكارى منذ عشرين عاماً
ولا قبعات في خزانته الجرباء
أغرق ثلاث ربطاتِ عنقٍ كانت هدايا من عشيقتيه
في مستنقعٍ يأكلُه البعوضُ خلف بيته
يجمعُ الصنوبر والفراشاتِ والأكفانَ
والقباقيب وزجاجاتِ الكونياك تحت سريره
ويقسمها بين رامبو وبوكوفسكي
*
استبدل الشارات الضوئية بِحلماتٍ إفريقية
وقدم للأولاد حلوى “المارشملوز” المصنوعة من مؤخرات البدينات
ووزّع على المراهقين لفافات سجائرَ من أصابع بنت الجيران
ولصق عاناتٍ في مثلثات لوحات المرور
وأكل المعكرونة بخشبتي صليب
وهدْهَدَ مولودتَه في هلال مئذنة
*
خطوطٌ عرَضيةٌ وطوليةٌ ومائلةٌ تتقاطعُ أمامه
تتشابكُ وتسقطُ أو تصيرُ طائرةَ هواء
يعلو ويعلو خفيفاً وبلا أجنحة
صنانيرُ كثيرةٌ تندلقُ من بين أصابعه
يحرّكُ قاع البحر
لا غطاءَ يحجبُه ولا طريقَ مقفلة
يسير في الميتافيزيقا والفانتازيا معاً بمركبةٍ فضائية
ويطلُّ على حدائق السماء وفواكه الرّب
*
هو الآن حرٌّ ومصابٌ بالنّهم
عقلُ هذا العالم هو من عشب جنونه
وجنونه من ماءٍ يسيل من جذع شجرٍ في بطن الغابة
لن يحصدَ عشبه إلا عفريت
ليورّث العالم خصوبةً وهذياناً ومعاولَ حمراء وصفراء وزرقاء
ونجوماً تغفو وتصحو على رقصة الزومبا
وسيزيف الذي لن ينوء بصخرة الشِّعر!
*****
خاص بأوكسجين