المثقف متفرج حزين
العدد 172 | 04 أيار 2015
قطع وصل


“أبو بكر البغدادي” وكيم كارداشيان في نِزالٍ تاريخي.. معركة البقاء. الاثنان سيفعلان المستحيل للفوز. البغدادي، وبقُدرةِ ساحر، أنشأ تنظيماً، أطلقَ لحيته، ونصّب نفسه خليفة ولكنّ أرض خلافته لم تُرسم حدودها بعد. كيم نفخت شفتيها، وحصّنت خاصرتها بمؤخّرة صلبة تتكسّر على صخورها أمواج الغزاة والحسّاد، أمّا الجهة الامامية فقد جُهّزت بمنظومتين دفاعيتين من نوع “القبّة الحديد” لاعتراض صواريخ الأعداء واستمالة الحلفاء، والداخل تحميه القوى المحلية الشعبية من أبناء البلد.

من “أبو بكر البغدادي وكيم كارداشيان في معركة البقاء؟!” –  شربل أبي منصور *النهار

_________________________

 

من شرفة الطابق الثانى للمقهى كنا نترقب وصول نجيب محفوظ كل صباح، طبقا لموعده المظبوط بدقة الساعات السويسرية؛ فى الثامنة و45 دقيقة كان يهل من نهاية الكوبرى الحديدى البشع الذى أقاموه بميدان التحرير أيامها بحجة حماية المواطنين من السيارات، وكان يرقبه فى ذات الوقت عم عبد الله جرسون المقهى الشهير، فيصعد بسرعة وبيده الرياشة والفوطة ليطردنا من المكان الخاص بالأستاذ، طبقا للمعاهدة التى عقدناها معه ليلا بأن يتركنا نذاكر فيه حتى الصباح قبيل وصول الأستاذ، وغالبيتنا كانوا من طلبة الأقاليم الملطوشين بالفن والمطرودين من شققهم وغرفهم لتأخير الإيجارات، وكان هذا المقهى الذى يحتفي بالأدباء والفنانين الشباب ملجأ عبقريا، وكل هذا بفضل الأستاذ نجيب الذي يتردد عليه يوميا ليشرب قهوة قبل الذهاب إلى مقر عمله بجريدة الأهرام. ولم يكن مسموحا لنا بقطع أفكاره أو بالتطفل عليه؛ وكان ذلك يدفعنا أحيانا لأن نتلصص عليه خفية من الشارع، وكنت أراه يرشف قهوته فى لذة وهو يتأمل ما وراء زجاج شرفته.

من “نجيب محفوظ وزعزعة أمن الوطن” – مكاوي سعيد *المصري اليوم

____________________________________

 

يوصّف الدكتور درّاج علاقة المثقف العربي بالحراك السياسي والاجتماعي الدائر في المنطقة، قائلا: تتراءى علاقة المثقف بـ”الحراك الدائر في المنطقة” من خلال رصد النماذج الشهيرة للمثقف العربي: مثقف السياق “محمد عمارة على سبيل المثال”، الذي أصبح يساريا في فترة وقوميا في أخرى، وقوميا متأسلما في ثالثة، وهناك المثقف ـ الداعية الذي يكتفي بشعارات كبرى عن الوحدة والقومية وتحرير فلسطين، دون أن يلامس القضايا المعيشة. وهناك حالة أخرى: المثقف الشعبوي الذي يمشي وراء “الرغبات الجماهيرية”، التي تحدّدها القنوات الفضائية، معتقدا أنه يلغي المسافة بينه وبين الناس. لم يكن بإمكان هذا المثقف أن يلعب دورا في حياة الناس، قبل الحراك أو بعده، ولم يهجس أصلا بمثل هذا الدور، بعد أن غابت الأحزاب السياسية، وأصبحت القنوات الفضائية هي الناطق الفعلي باسم أشياء كثيرة. يقال: لا يستطيع قراءة العمل الفني إلا من تلقّى تربية فنية، الجملة التي يمكن أن تصاغ بأشكال أخرى: لا يتعامل مع الثقافة إلا إنسان عرف “التربية الثقافية”.هذه التربية التي عملت الأنظمة العربية، موضوعيا على استئصال جذورها. 

من “فيصل دراج: انتهى دور المثقف وتحول إلى متفرج حزين” – وداد جرجس سلوم *العرب

_____________________________________

 

“عودوا أنّى كنتم/ غرباء كما أنتم/ فقراء كما أنتم/ يا أحبابي الموتى عودوا/ حتى لو كنتم قد متم…”. في ثانوية جبيل صرخت “نشيد الموتى” في أوائل سبعينيات القرن الماضي، عندما أتى الصديق هاني رعد من بعلبك لأكتب الموسيقى لمسرحيته الأولى قبل “وعود من العاصفة” بثلاث سنوات. لم أكن أعرف آنذاك شاعر أفريقيا، والتقينا لاحقاً عندما زار محمد الفيتوري لبنان خلال الحرب واستوطن فيه وجعل الليالي أقلّ قسوة وأقلّ غربة.

من “شعره أقوى من العالم” – مارسيل خليفة *الأخبار

_____________________________________

 

خاض الفيتوري قصة حب عنيفة لشاعرة مصرية جميلة، وعندما حاولت الشاعرة الابتعاد عنه، عزا ذلك إلى لونه الأسود، وكتب عنها قصيدة عنوانها «الأفعى»، وجاء فيها:

في ذلك الركن من قلبك

الحقير المرائي..

تمتد مقبرة ضخمة..

بغير انتهاء

فيها عبيد عرايا الأسى

عرايا الشقاء

تحمل أيديهم الشوهاء

حقد الدماء.

من “شاعر الدفاع عن السود” – شعبان يوسف *السفير

________________________________

الصورة للفوتوغرافي التشيلي سيرجيو لاراين Sergio Larrain

*****