أوبرا لم تقرضني المال لكني أضحكتُ أصدقائي
عزيزتي أوبرا وينفري:
“يجب أن لا نكتفي بالنجاة علينا أن نسعى لعيش حياة أفضل”
أنا رامي من سورية/ مواليد 1978 موظف وراتبي الشهري حتى هذه اللحظة التي أكتب لكِ فيها هو 70 دولار شهرياً.
لدي مقهى ثقافي اسمه ” قصيدة نثر ” يهتم بالشعر وتقام به شتى النشاطات الثقافية ويحتوي على مكتبة للمطالعة وكلها مجانية باستثناء بعض المشروبات التي تُقدم لرواد المقهى مقابل مبلغ مادي يكفي لتسديد المصاريف.
وبسبب عدة ظروف اقترضت مالاً من الأصدقاء من أجل الحفاظ على استمرار هذا المقهى.
الآن وضعي ووضع المقهى المالي سيء للغاية ويجب أن أعيد المال الذي اقترضته وأدعم المقهى مالياً كي يستمر.
حين استنفدت كل الفرص من أجل الحصول على المال تذكرت ما كتبه رفائيل ألبرتي: “أنتَ في وحدتك بلد مزدحم” وأحسست أني بلد مزدحم للغاية..!
شعوري بأني بلد جعلني أفكر بإرسال طلب إلى “بنك النقد الدولي” لإقراضي المال .. ولكني لم أفعل فالبنوك لا تعترف بشعوري وهي لا تملك قلباً بحجم حبة البرتقال كي تتعاطف معي.
وفي ظل الازدحام تذكرتكِ أنتِ آخر طيارة ورق ملونة قد تساعدني.
أنا بحاجة إلى أن تقرضيني مبلغ عشرين ألف دولار وسأعيده لك بعد ثلاث سنوات مارأيك ؟ ولكني لا أملك أية ضمانات لأقدمها لك سوى فستان بسيط وجميل لأمي العجوز اشترته منذ عشرات السنين ولم ترتديه ولا مرة، وقد أوصتني أن أُلبسها هذا الفستان حين تموت.. أنا آسف جداً هذا الفستان لا أستطيع أن أقدّمه ضماناً مقابل المال.. في الحقيقة أنا لا أملك ضمانات سوى كلمتي “من يملك الكلمة يملك روما “.. إذاً روما التي أملكها ستكون ضماناً.
عزيزتي أوبرا قيل أن في كل دقيقة نغمض أعيننا فيها نفقد ستين ثانية من النور، أظن أن السر في هذه الحياة يكمن في الوقت، ففي بلادي لا أملك الوقت الكافي .. فالحظ الجيد والمصادفات هي التي جعلتني حتى هذه اللحظة على قيد الحياة .. نعم السر في الوقت فمنذ قررت أن أكتب لك رسالة من أجل أن تقرضيني المال، وأنا أقوم بنسج الأحلام لدرجة أني قلت لأحد أصدقائي كم تريد من المال لأقرضك؟ فضحك..! لأنه يعلم أني بالكاد أملك ثمن سجائري.
عزيزتي الوقت ليس سيارتنا الخاصة التي تنتظرنا تحت الأمطار والثلج.. الوقت لا ينتظر أحداً.. مثل “باص البلدية”، لكن الوقت لا يستطيع منعي من أن أحلم.. يحق للفقراء أن يحلموا.
أرجو منكِ الرد على رسالتي حتى لو لم يكن لديك الرغبة في إقراضي المال.
وبغض النظر عن ردك أود أن أشكرك لأنك وهبتني حلماً جميلاً من دون أن أضطر إلى أن أغمض عيني وأفقد ستين ثانية من النور.. وشكراً لأنك كنتِ السبب في كتابة هذه الرسالة التي حين سأقرأها لأصدقائي سيضحكون كثيراً، كم تعلمين لا يمكن شراء الضحك بالمال.
أوبرا يا أوبرا أنا بائعة الكبريت في ليلة باردة وكل كلمة كتبتها لك هي بمثابة عود كبريت مشتعل .. مع فارق واحد أني أحب الحياة ولن أموت .. مودتي لك.
التوقيع
رامي … سورية – اللاذقية / عنواني معروف من قبل مختار قريتي.
موبايل : “………….”
البريد الإلكتروني : “………”
بالطبع أرسلت هذه الرسالة باللغة الانكليزية إلى إحدى مواقع أوبرا الإلكترونية وجاء الرد في اليوم التالي :
Dear Rami
Thank you so much for writing us and sharing your story. Unfortunately