بزيت الزيتون والقرنفل
دهنته وأنا أرتجف من الانتظار
رأسي يؤلمني
*
*
الوادي حزين
لا أحد يعبر أمام بابي
وأنا أعوي كذئبٍ
*
*
هذا شتاء قاسٍ
عينُ ماءٍ وحمَّى
قلبي الوحيد
*
*
بيتنا أبيض وصغير
بين الأشجار
يتنفَّس ظلالنا
*
*
تركتني أمِّي
أُوقد عينيَّ في صحن الرياح
ونامتْ
*
*
في الوادي أغني
بين الأشجار أبكي؛
قلبي وحيد
*
*
ولدتني أمي حافية
لكنها ألبستني عينيها
حتى لا أحترق وحيدةً
بين خراف التنهدات
وأنا أكبر
*
*
وضعتُ ياسمينة في شعري
الجنِّيُ الذي يفكِّر باختطافي
مات وصار قلبه دفلى تتكلَّم
*
*
لا تبحثوا عني
تزوَّجتُ الوادي
وصرتُ أغنية
*
*
يا بنات الوادي
أرحنَ مواويلكنَّ الحزينة
غداً سأتزوّج بحّاراً
ونربِّي الأمواجَ
*
*
لا تتركني وحيدةً
جرّةُ أيامي مكسورة بين البكاء والدفلى
ويؤلمني الوادي كل مساء
*
*
هاتِ أغنيةً وتعال
الحمَّى تعصف بكوخنا هذا الشتاء
ويدي تأكلني
لا أريد أن أُسلِّم على أحد آخر
تحت الرعد
*
*
الشتاء قاسٍ
أغلقُ الباب فيصرخ ظِلٌّ غريب
حسبته هرَّتنا الميِّتة
*
*
مثل مشهدٍ من زجاجاتٍ
فوق طاولة الذكرى
أنام وأنا أرتعش
*
*
ضوءٌ بعيد يغرق
لا أحد
يعود من ثقوب الريح
*
*
لا أدري ماذا سأفعل؟
الطريق مقطوعة وتصرخ
وثمَّةَ طوفان جرفَ الحقل
حيث كنّا نتعلَّم الصمت
*
*
سقطَ باب الكوخ
أمِّي مريضة
تخشى سريرَ الرياح
*
*
أحاول رسمَ شمعة
يا للريح
قبضة جنِّيٍّ سوداء
*
*
يخيفني الرعد
في مركبته القديمة
يرتعش الماضي
*
*
جدرانه من عَرق الزفرات
الحانوت القديم
في وادي العبيد
*
*
هناك رجلٌ يأتي من مدينة نائية
يلتقط صوراً للأشجار
ويبكي
*
*
تتعثَّر بفستاني النيليّ
الذي اشتريته موسمَ الزيتون
شقيقتي ذات العامين
محاولةً ـ دون جدوى ـ ارتداءه
فتبدو كسمكةٍ
وقعتْ في شِباكٍ ملوَّنة
*
*
أسمعُ ثغاءه
كطفلٍ ضربه البرق
خروفي الصغير الذي حاصره الذئب
*
*
تشبه الأيام
كلّ خطوة تجعلني ألتفت
آثار قدميَّ على الشاطئ
*
*
عدنا بجرارٍ فارغة
توقّف نضحها منذ رحيلك
عينُ الماء
*
*
وقف أمامي طويلاً
قبل أن يذهب
الخنزيرُ الذي مزَّقَ بطنَ الصّدى
*
*
لا ترمقنني هكذا
ملتحفاً بجرائر المدّ
نعاسي البريّ
*
*
إلى شجرةٍ حسناء
ينظر بقلبٍ مكسور
طائرٌ في القفص
*
*
نافذتنا المكسورة
ربما سترمي العاصفة بقيَّة خوفها
في الوادي
وننام ونحن نطير
*
*
قاسية بلا ناس
بلا موقد وحكايات
ليالي الشتاء
*
*
تخدعه أصواتُ الشتاء
بيدي الصياد الباردتين سيُؤخذ
طائرُ الحجل
*
*
تشرب
دمَ الهواء
الغزالةُ الميِّتة
*
*
متباهيةً بأنقاض السياج
وأرواح الأغلال المتعثِّرة بزهرات الرّماد
دون أن تلتفت
تركض الأيامُ
*
*
هناك شيءٌ وراء الدفلى
عينٌ أو حبّةُ زيتون
جاهلةً ـ كرمادِ سجالٍ ـ القنفذَ الوحيد
وهو يتنفّس عافيةَ الأقفال
مدركاً مياهَ الخريف الجالس
على حجارةٍ مموَّهةٍ بدسمِ الهياج
*
*
الغابة بتمامها
ظلالُ نزهةٍ شائكة
تلبّسُ عابرين بفضّةِ أبواب
*
*
تُولَد ظلال الأيام
أرقاً ناجياً من تعب البياض
صوتاً بأثرِ الحقائبِ
ككلِّ الجهات المتدلية من غيابها
*
*
ويا أُمِّي
باعني قفصٌ لهذا الفراغ
أحببتُ جرحي فيه
ونسيتُ عينيَّ وراء ظلِّ البكاء
*****
خاص بأوكسجين