لا شيء إلا القناني لا ترمي بها في البحر.
تجهز على نصف قنينة “دالمور”.
وتنهل من قنينة “غلين فيدش” شارباً ربعها.
ويأتي الختام مع كأس “هاي لاند”.
لست اسكتلندياً!
أنت سوري ويا نيالك!
وما هذا التنويع والإسراف إلا من سماتك السورية الأصيلة، وسورية أرض التنوع والتعدد والطوائف والأعراق والأجناس ..وهكذا صفات لها أن تكون من موجبات الجغرافيا الدامية.
تقود سيارتك كما لو أنك شوماخر، وفي جوفك من كحول ضعف ما في جوف سيارتك من وقود.
يعيش “السكوتش” خفّاقاً كريماً!
تحرق الكحول والوقود وتخرج كالعنقاء من رماد السجائر. تنجو ولا تتسبب بحادث مروري مروّع، كل هذا وما زلت سورياً.
يا لها من معجزة!
ولك أيضاً بيت يأويك وهكذا أشياء يحتاجها من هو على قيد الحياة ولم يُقتل أو يهجّر بعد.
يعيش الـ Single Malt خفاقاً كريماً!
لا شيء إلا القناني وأنت تتجلى وتنتقل من فكرة إلى أخرى، كأن ترسل تلك القناني إلى سورية مع مساعدات الأمم المتحدة، ويرمى بها من الطائرات رفقة الخبز والدواء وكل ما لا يمكن الإنسان أن يعيش من دونه، قناني محشوة رسائل كما لو أنها ستُرمى في البحر فإذا بها تلقى من السماء فلا تنكسر ولا تطفو.
ستكتب شيئا مثل: نعاهدكم بأننا سنكون معكم بكل ما أوتينا من نفاق وأننا سننجح في تفجعنا وحزننا..آمين.
ستكون رسالة صادقة تماما على اعتبار أن الناجين يبرعون في التفجع أكثر من المفجوعين ..ففي تفجعهم ما يدرأ عنهم هكذا مصير، مصيّرين التفجع شكلاً من أشكال الحمد.
تواصل تفريغ القناني..
تحشوها رسائل..
يعيش السكوتش!
توقف عن ذلك في رمضان مقلّداً ما يقوم به عدد لابأس به من عتاة الكحوليين المسلمين.
انتظر!
فهو هذا العام شهر الصوم عن التفاوض أيضاً، والتفاوض من مفسدات الصوم، حين “لا يتبين فيه الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر”.