تشبهين نجمات السينما اللاتي كتب عنهن بندر عبد الحميد في كتابه الطافح بالجمال “ساحرات السينما – فن وحب وحرية”[1]!
نعم تشبهينهن جميعاً!
أنت ساحرة من ساحرات السينما اجتمعت فيك ريتا هيوارت وأودري هيبورن وغريتا غاربو وكلوديا كردينالي وأخريات كتب عنهن بندر 519 صفحة.
تتذكرين جيداً حين زرناه في غرفته العجيبة في دمشق!
يا الله! يشبه الأمر الآن انخطافة بالزمن! كانت تلك ثاني مرة نزور فيها سوية دمشق!
لا أستطيع الآن تحديد الشهر، لكن ذلك حدث في موسم الرمان/شهر الرمان: تشرين الأول أو الثاني، فأنا أتذكر جيداً بائع العصير في “شارع الباكستان” وهو يملأ لنا قنينة “البقين” تلو الأخرى بعصير الرمان وشرائنا عدداً لا يحصى من قناني الفودكا من محل “هاواي” والعودة إلى غرفة بندر. وها أنا لا أملك الآن سوى العودة إلى كتابه، واستخلاص الحكمة كاملة من حيوات النجمات وأفلامهن وما توصلن إليه بخصوص هذه الحياة، فتخرج عليّ جين فوندا قائلة: الرجل يتمتع بكل الفصول بينما تكتفي المرأة بفصل الربيع. ورومي شنايدر تؤكد أنها ليست شيئاً في الحياة ولكنها كل شيء على الشاشة، بينما أنتِ كل شيء في الحياة ولا تعنيك بشيء الشاشة والتمثيل والتشاوف، وتضيقين ذرعاً بأي ادعاء.
مثلك مثل ايرين باباس ترى أن السقوط في الحب مثل الموت لانتمائهما للحقيقة. هي التي تقول أيضاً إنها تكتب الشعر أحياناً، لكن عندما تكون في ظروف صعبة تكتب قصائد لنفسها وهي بمثابة الدموع.
هل صحيح ما تقوله باباس؟
مهلاً الآن تذكرت أورنيلا موتّي مع ايرين باباس في فيلم فرانشيسكوا روزي “قصة موت معلن”، كنت حينها هائماً بك، وأتذكر الآن كيف ظهرت للمرة الأولى في يوم مشمس ورآها سانتياغو وهو على أرجوحة نومه، رمقها بنظرة وقال لخادمته قبل أن يعاود النوم: “ذكّريني حين استيقظ بأن علي فعل شيء مهم وهو أن أتزوج”.
رأيتها حينها أنت تماماً، طبق الأصل عنك وبهائك في نهار مشمس رأيتك فيه للمرة الأولى.
أقلّب كتاب بندر، أنبش الفهرس.. لا وجود لموتّي ضمن ساحراته.
يا الله يا بندر! كيف لم تمر على أورنيلا موتّي.
لو أنك حيّ الآن لأخبرتك بكل ذلك وأكثر ولكنتَ أضفتها كرمى لي، كرمى لحبنا أنت من يعرف جيداً ما هو الحب والفن والحرية.
———–
[1] وهو آخر كتاب صدر عام 2018 عن دار المدى للشاعر السوري بندر عبد الحميد (1947 – 2020)