وأنت تسابقين الزمن تتحركين عكس العقارب.
ما من زمن ولا من يأبه لتاريخ أو أوان!
تفكرين بالجرذان وتسارعين إلى حثها على الخروج من عتمة المجارير إلى نور المدن المغمورة بخراء سكانها، وخوفك من الإعدام يطل من عينيك ويرمي بنفسه منهما ليتلقفه رجال قساة، رجال غامضون، يتلقفون خوفك المنتحر وهو لا يفضي إلى مكان ولا يصل شيئاً، يضيفونه إلى خوفهم فيصير الهلع عاماً منتشراً مترامياً، وكل ما يحدث يؤكد صوابه.
لقد قتلونا، لقد رموا بعائلة كاملة في البئر، وصار عندنا أقفاص للبشر، وأنت تخافين وتخافين أكثر، والطيور المعدنية المتوحشة تتخاطب مع بعضها ولا نفهم ما تقول، وأنت تصدقين أنها لغة طيور، لغة تحليق حر، وانقضاض لا محيد عنه على السفلة.
هناك جحافل منهم، إنهم يتكاثرون بأكثر من الأرانب، القتلة، القتلة الذين يتقاسمون كل شيء، ولا يوزعون علينا إلا خوفك!
لا تسألوا عن بطانيات ولا حليب أطفال! إليكم مناظير ليلية تضمن لكم إصابة الأهداف ليلاً، وهذا سماد للنهوض بالأشجار وممارسة الجوع لحين أن تثمر، وخيطان كثيرة متشابكة وإبرة واحدة تخيط أفواهاً مارست الصراخ كثيراً.. الإبرة دؤوبة والخيطان كثيرة.
أنت في الخوف مجدداً، أنت لم تتركيه حتى تعودي إليه..لا بأس! سنكون في الجنة، إنهم يمارسون كل ما يضمن النجاة من عذاب الآخرة، ويوفرون تعذيباً أرضياً متفوقاً على ما يتوعدون في حياة آخرة، ولا داعي للقلق على الأطفال إنهم عصافير الجنة حتى وإن زرعت زقزقاتهم الفوضى في أرجاء جنان الخلد وضواحي الفردوس وأزقته، وأرّقوا من كثرتهم نوم الملائكة وقيلولة الرب.