وقعت عليها في المنام تحرضهم على قتلي:
اقتلوه وهو نائم، روّعوا به مقعد الحديقة الممدد عليه. لا يستحق الرأفة من جاء متأخراً! من هو بعيد!
كنت نائماً في المنام، وهم متحلقون حولي يهمّون بقتلي.
استيقظت ونجوت بأعجوبة.
كنت أريد أن أعود إليها في المنام وأقول لها: أنا أول القادمين.
لم تكن الأزقة بأحسن من الشوارع، كان كل شيء وارداً عند تقاطع النيران، والسماء متوهجة تضيء مفترقات الطرق والأشجار العارية.
لم أقو على مطاردة القطيع الذي ينهب المرج الأخضر، هي أيضاً خرجت من بينهم وكان القطيع كاملاً يحملها نحوي وأنا لا أعرف أيني من شرقي، فإذا بنا نخرج يداً بيد من لوحة احتلت روزنامة، ولم أعرف في أي شهر كانت تلك الروزنامة حينها.
هي قالت: جمادى الأولى وأنا كنت في الثانية! لم أعرف لمَ التقويم هجري؟ ولمَ عليّ أن أتجمد من البرد؟ وقد انقطعت الكهرباء وبدا دوي المدافع أقرب.
كانت الرابعة وثلاث دقائق فجراً، رسالة منها بعبارة واحدة: “مارست العادة السرية وأكتب إليك بأصابع مبللة”.
أنا وحيد ولست بالمدى المجدي للمدافع، ازداد البرد، واقتيدت إلى سريري نوبات هلع جديدة، ألا اللعنة برد وهلع، أضافت عبارة أخرى مدمّرة “لقد كانت أنفاسك قريبة مني، كنت على يقين، لكني لم أفتح عيني وتركتك تفعل بي ما تشاء”.
لم تتوقف المدافع، انهمر مطر غزير، أضيف إليه تحليق طائرات حربية، ورحت أرى الطائرات طيوراً علها لا تستطيع الطيران بأجنحة مبللة.
الهزائم كثيرة والموت متواصل، الحصار مضروب والحب أيضاً، سريري أمسى مقعد الحديقة، وما من عشب لينهبه القطيع، القطيع مشغول بقتلي وأنت تعبرين الحواجز وتقولين “سأرقّط جسدك من الحب”.