من أنت في هذا المنتصف؟ لا ليل لنقول منتصف الليل ولا ظهيرة ولا هاجرة ولا هم يفرحون.
توافد التافهون في تواقيت متشابهة، ونحن نهشهم كما الذباب، الموتورن أيضاً جاؤوا بالمئات واحتلوا كل ما لا يشبههم، وشبّه لهم أنهم خارقون وعتّالوا تاريخ مشرق.
لسنا في وارد هؤلاء، لا نحبهم هنا، فأوكسجين تمتلك قدرة خارقة على الهيام بمن هم مغايرون، بمن هم مختلفون حقاً، وليسوا من الملفقين، ممن ينسجون وقائع تافهة ليبدو غرائبيين، وقطّاع طرق وأمل، يمارسون الأدب ابتزازاً لا أدب فيه لا إبداع، بل اجترار وشعبوية وفهلوية، محولين الإبداع إلى فعل استجداء للإعجاب.
نتوق لمن لا يبهره الأدعياء، من لا يأخذه شهريار فيمسي غلاماً لا يروي إلا قصصه، غلام أقصى طموحه أن يصير جارية لا أكثر.. وأرجوكم لا تذكروا شهرزاد في هذا المقام.
الغلمان مرة ومراراً، متمردون أيضاً وهم يناجون أي تافه مدّع ليضعهم تحت جناحه، حتى يطيروا نحونا ويقول لنا بمنتهى السفاهة الطيران حرية.
أوكسجين مأخوذة بالحياة بكل ماهي عليه بما في ذلك الموت في حياتنا ها هنا، ظلمتها، حلكتها، ويكاد جنونها أكيداً تماماً من أنه انحياز مطلق للقيمة الإبداعية، للتمرد الحق، الذي يصوغه أولاً وأخيراً فعل الإبداع الذي لا يسبقه ولا يلحقه شيء.
هناك دكاكين ثقافية كثيرة في هذا العالم، وهناك سماسرة ثقافة، ومروضو هراء، وكتبة ومستكتبين، وهناك ديناصورات، وهناك أيضاً من يركبون أية موجة أو ثورة متاحة، لكن هنا في أوكسجين قد تجاوزنا المنتصف، لا منتصف ليل ولا ظهيرة ولا هاجرة ونحن هم من يفرحون بكل اتقان وتطلع واتقاد.