حدثت في الآونة الأخيرة منعطفات تاريخية كالتي تحدث ها هنا كل حين، لدرجة أمست فيها تلك المنعطفات أشبه بفصفصة تلة هائلة من بذور عباد الشمس، وفي رواية أخرى من بذور اليقطين كونها بيضاء بلون رايات الاستسلام الخفّاقة.
بدت الفكاهة قاتلة، وبهمة أبطال الألعاب الرقمية الأشاوس عاد البريق لعبارة من نوع “لا نامت أعين الجبناء”، وعليه تم تخليص الإيمان من براثن الساخرين، والحفاظ على هالة القدسية التي تحيط بوجهٍ من الممنوع حتى تخيّله، ولو كان ذلك جراء إيمان ووله به.
لم يتوان المتجهمون عن ممارسة حريتهم بالتعبير عن سخطهم وغضبهم على من قتلوا بما اقترفت أيديهم من حرية تعبير، وكان على الملايين في هذا العالم أن يصبحوا أنوات شارلي الحزين، وتوسيع مجالات البحث المتعلقة بالنيل من المجرور الذي نعيش فيه، بفتح مجارير أخرى، وإلقاء حمولات جديدة من الفضلات، بحيث تصبح تحركات الحشود المهتاجة أكثر تخبطاً ونتانة، وتحويل كل نكتة سمجة إلى نكتة قاتلة، بالاعتماد على جمهرة من المحللين والمفسرين الذين لم يخلصوا إلى شيء.
لا جديد في كل ذلك، كومة من قشور البذور، لتكنسها الريح، وتحلّ تلة جديدة من بذور تسجية الوقت في هذا الجحيم.