الفيل يا ملك الزمان
العدد 140 | 18 أيلول 2013
زياد عبدالله


بسكويت الحيوانات الأليفة

بسكويت طفولتها

تغمسه بالشاي

أو

تأكله ولم يطله بلل.

الآن تحريك الملعقة في فنجان الشاي كفيل بدفعها لنوبة بكاء عارمة، كما لو أنها تأكل خرطوم فيل حي.

هذا الخرطوم ليس إلا بسكويت أطفال.. كان علي أن أقول!

لا تمهلني وتصرخ كما لو أنها زكريا الونوسي “الفيل يا ملك الزمان”

“عندما تتكاثر الفيلة تبدأ حكاية أخرى، حكاية دموية عنيفة وفي سهرة أخرى سنمثل جميعاً تلك الحكاية”

الفيلة السورية وما أكثرها وزكريا وحيداً يردد “الفيل يا ملك الزمان” وجوقة الجماهير خرساء من خلفه.

على خشبة المسرح، وربما في رواية ساراماغوا “مسيرة الفيل” يمكن لمسيرة المئة ميل أن تنتهي بخطوة، وفي السماء تتجمهر الأرواح صاعدات لاهثات والجنة لفظت بهم أنفاسها الأخيرة.

قولوا لهم أبواب الجنة موصدة، وجهنم بئس الأرض التي نعيش.

الساعة تحتاج 15 دقيقة لتصل منتصف الليل التافه، القتل متواصل.

أعود إليها كما في المنام، في الشام وأنا في “شارع  العابد” كما لو أن نيازك سماوية أمطرت عليه، تأتي من خلفي وتلقي بذراعها علي وتهمس في أذني “لا تخف!”، ويخرج مني الهلع فيلاً طائراً


كاتب من سورية. مؤسس مجلة أوكسجين ومحترف أوكسجين للنشر. صدرت له العديد من الروايات: "سيرة بطل الأبطال بحيرة الانكشاري ومآثر أسياده العظام (1984 هـ)" – (2019)، و"كلاب المناطق المحررة" (2017)، و"ديناميت" (ط1: 2012. ط2: 2018)، و" برّ دبي" (ط1: 2008. ط2: 2018). وله في القصة القصيرة: "سورية يا حبيبتي" (2021)، و"الوقائع العجيبة لصاحب الاسم المنقوص" (2016). كما صدر له شعراً: "ملائكة الطرقات السريعة" (2005)، و"قبل الحبر بقليل" (2000). من ترجماته: "محترقاً في الماء غارقاً في اللهب-مختارات من قصائد تشارلز بوكوفسكي" (2016)، و"طرق الرؤية" لجون برجر (2018)، و"اليانصيب وقصص أخرى" لشيرلي جاكسون (2022). وله أيضاً كتاب مختارات من التراث العربي بعنوان "الإسلام والضحك- نواضر الخاطر في كل مستطرف باهر" (2018)،  و"لا تقرأ هذا الكتاب إن لم ترَ من السماء إلَّا زرقتها" (2023) الصادر عن محترف أوكسجين للنشر.