حياة تقطعت كشريط
العدد 288 | 6-6-2024
زياد عبدالله


جاهزٌ لحياةٍ أخرى‏‏‏‏

معدٌّ سلفاً إن وجِدت‏‏‏‏

الخطأ أن تفرشي أسنانك وتنتحر‏‏‏‏

الصواب أن تلقي نفسك من النافذة‏‏‏‏

أو تكمل عبارتك اللعينة:‏‏‏‏

ما عادت سينما‏‏‏‏

الحياة التي تقطَّعت كشريط.

‏‏‏‏

لم تكن الإبادة بالحجم المطلوب‏‏‏‏

بدت الوساوس حاسرة‏‏‏‏

وخلت الخطايا من التندُّر‏‏‏‏

إلى أن استولت على المزهرية والتذكارات‏‏‏‏

ورسالةٍ مبللةٍ خرجت عن الرف قرب ما تساقط من شَعرٍ وأسنان.‏‏‏‏

الأشباح أخفقت‏‏‏‏

تراءت بغير ما تشهَّت‏‏‏‏

ضاقت البراري‏‏‏‏

والإله لم أعبده في فيلم‏‏‏‏

في التقاء أيادٍ‏‏‏‏

في دار أزياء على رصيف ميناء.

‏‏‏‏

ما عادت سينما‏‏‏‏

المشاهد التي تهشَّمت بأعقاب البنادق‏‏‏‏

شعائر السرير‏‏‏‏

قيلولة تنتفض منها بأن تتزوج‏‏‏‏

ونارٌ تطفو على سطح بحيرة‏‏‏‏

بينما تولجها في قاربٍ كأنه تابوت.

‏‏‏‏

لا شيء من اجتياحها‏‏‏‏

المصاعد خانقة‏‏‏‏

الأفكار تصعد بدل أن تهبط‏‏‏‏

الطفح‏‏‏‏

الثآليل‏‏‏‏

أصابت مقتلاً‏‏‏‏

وحتى الشامات تورَّمت على تقطُّعها.‏‏‏‏


كاتب من سورية. مؤسس مجلة أوكسجين ومحترف أوكسجين للنشر. صدرت له العديد من الروايات: "سيرة بطل الأبطال بحيرة الانكشاري ومآثر أسياده العظام (1984 هـ)" – (2019)، و"كلاب المناطق المحررة" (2017)، و"ديناميت" (ط1: 2012. ط2: 2018)، و" برّ دبي" (ط1: 2008. ط2: 2018). وله في القصة القصيرة: "سورية يا حبيبتي" (2021)، و"الوقائع العجيبة لصاحب الاسم المنقوص" (2016). كما صدر له شعراً: "ملائكة الطرقات السريعة" (2005)، و"قبل الحبر بقليل" (2000). من ترجماته: "محترقاً في الماء غارقاً في اللهب-مختارات من قصائد تشارلز بوكوفسكي" (2016)، و"طرق الرؤية" لجون برجر (2018)، و"اليانصيب وقصص أخرى" لشيرلي جاكسون (2022). وله أيضاً كتاب مختارات من التراث العربي بعنوان "الإسلام والضحك- نواضر الخاطر في كل مستطرف باهر" (2018)،  و"لا تقرأ هذا الكتاب إن لم ترَ من السماء إلَّا زرقتها" (2023) الصادر عن محترف أوكسجين للنشر.