قصائد البعوضة
العدد 286 | 29-4-2024
سلطان محمد


صحراء

الحياة

جناح بعوضة لا أكثرَ

لكنه لو

رفَّ على رأسك

جبلٌ

 

وقبض ريح بالكاد

غير أنها لو

قبضتكَ

لكسّرت أعزَّ ما فيكَ

 

هكذا،

خساراتٌ صغيرة تتراكم كذرات غبار

فإذا أنت في صحراء يشربُها السراب

وتشربُكَ الدموع

31.05.2023

*

Cosmos

بلى، لقد كانت البعوضةُ بينَ وُجودينِ تامينِ مثل سفينة فضائية بين كوكبين، تطيرُ

ضمن هواء أسودَ يتلامعُ.

 

كانت النجوم انعكاسات من رفيف جناح البعوضة

وبحرُ الليل المحيطُ يتماوج من جناح البعوضةِ

 

لا شيءَ إلا وجودين بعدين، إلا نجوماً وليلاً… إلا بعوضة

 

بلى، الدنيا على جناح بعوضة

على جناح بعوضة، كانت تطيرُ..

على جناح بعوضة، كانت تطيرُ… ثم سقطت

على جناح بعوضة، كانت…

 

وما هو كائنٌ وسوف يكونُ ما هو إلا انعكاسٌ على عيون الله

من الرفة الأخيرة لجناح البعوضة

 

واللهُ ينظر ويرى ثم يقول: لا تُساوي جناح بعوضة!

25.10.2023

*

ڤيروس

أحياناً أُحسُّ بأن خلودي يمر على جِلدي من الباطن

ساخناً ويلحس دمي

ثم يمضي إلى ما لست أدري أينَ

مثل وعكة صحية خاطفة

أو، مثل تنمُّر عابر في الطفولة.

وفي أحيان أخرى أشعر أن زمني أكثر ضآلةً

من أن يركُلَ الأبدية في خصيتيها (ما جندر الأبدية، خارجَ اللغة، بالمناسبة؟) لتصعدَ

مثل دابّة حرون

جبل الحضور

بعد موتي؛ أشعر

أن زمني بالكاد بعوضةٌ.

لذا، ولكي أقلّل خسارتي في حال تمّت،

أسمِّمُ هذي البعوضةَ بالقصائد بين الحين والحين

لعلها، حين أرحلُ، تنقل أمراضي-

من نوستالجيا غير موجّهة وضيق برغم السعة وتبرُّم حتى في الرضى-

إلى أبديتي!

15.07.2023

*****

خاص بأوكسجين


شاعر من السعودية.