إن مشاركة المخرجة السورية جايا جيجي المقيمة في فرنسا، بفيلمها “قماشتي المفضلة” في قسم نظرة ما من مهرجان كان السينمائي 2018، لابد وأن يأخذنا إلى الوضع السينمائي السوري الراهن وظروفه تحت وطأة الحرب المشتعلة في سوريا، وإن كان فيلم “قماشتي المفضلة” إنتاجه غير سوري وإنما فرنسي وألماني وتركي، لكن موضوعه سوري يحكي عن “نهلة” التي تعيش مع والدتها وشقيقتيها فى دمشق، ممزقة بين حلمها العصي بالهجرة إلى أمريكا ومحاولة إكتشافها لذاتها، تلك الرحلة بدأتها عشية إندلاع الحرب في سوريا، حين تقربت من جارتها التي تؤجر غرف بيتها لزبائن المتعة، وبينما صرحت المخرجة التي شاركت أيضاً في الكتابة بأنها استلهمت الفكرة من فيلم (Belle de Jour حسناء النهار 1967) للمخرج الإسباني لويس بونويل (1900- 1983) الحاصل على جائزة الأسد الذهبي بمهرجان فينيسيا، والذي يسرد أحداثه من خلال عيون ورؤية بطلته سافرينا (كاترين دينوف) مع تداخل أفكارها وهواجسها النفسية، لكن بخلاف سافرينا، لا تتحول نهلة إلى العمل في البغاء، وإنما تسترق النظر وتراقب وتتغير كما مدينتها التي تغيرت في هذه الليلة.
من هنا نلاحظ أن تصعيد الحرب في سوريا له صدى واسع في السينما، فعلى مدار سنوات الحرب السورية تم إنتاج العديد من الأفلام الوثائقية والروائية التي تحكي ما يحدث على الأراضي السورية، الحصار والقتل والإرهاب والأحداث العصيبة التي واجهها السوريون إنسلت إلى الشاشة تنقل صوراً وقصصاً عن الوضع الخطير والتعس الذي جُرت إليه سوريا، ليس بمنطق التعلق الجمالي والرومانتيكي نحو الصورة التي تتغير من مرة إلى أخرى، وإنما يمكن أن نعتبره بمنطق المقاومة والتوثيق الذي يكتسب صفة نضالية بنماذج لأفلام تمثل الصراع مع واقع يحتمل المزيد من التأويل والمدلولات، وطرف الحكاية في هذه المسألة هو الاندماج بين الفيلم وواقعه. حين حلت الحرب بكل تفاصيلها البشعة على سوريا، أشاعت عدوى الإحساس بالمأساة بين السينمائيين، فظهرت أفلام متابينة الرؤى خلال سبع سنوات من الحرب الغاشمة، أو ما سُمي بأفلام الخارج وأفلام الداخل؛ أو بمعنى آخر أفلام معارضة وأفلام موالية، إختصاراً لحالة التمترس على ضفتين متقابلتين للسينما، كل منهما إلتزم بخط معاكس للأخر؛ أو أفلام محايدة نقلت الصورة بحس المراقب في أغلب الأحوال، بعضها فعل ذلك بدون تدخل والآخر جاء تدخله حسب موقفه من النظام السوري والذي تصاعد أكثر أثناء الحرب، وفي الاتجاهين يزداد عدد الأفلام عن مأساوية الحرب، وتتسع اللحظة الحرجة التي تنتج فيها هذه الأفلام، والتعبير للناقد محمد رضا في مقاله “السينما السورية تعيش الحرب بلحظاتها الحرجة” الذي ورد فيه: “إنها أفلام في الحرب وعن الحرب وتأتي لكي تحمل شهادة أو تدلي بتعليق أو تصوّر وضعاً مأساوياً تلو الآخر. هي أفلام معارك طاحنة وذكريات منهكة. ما يميل منها لطرح موقف ضد النظام، وتلك التي تميل لطرح موقف ضد المعارضة تتشاركان في الانقسام الحاضر ذاته” (*)
أفلام الخارج تدرجت ما بين إنتاج سوري خاص أو إنتاج عربي وأوروبي، فبينما قدم المخرج محمد ملص فيلمه “سلم إلى دمشق” (2013)، وكان قبله قد صوّر عيسى توما فيلمه الوثائقي “9 أيام من نافذتي في حلب” (2012)، والإثنان إنتهيا من فيلميهما في الداخل، إذ قدم ملص صورة لا تخلو من الفانتازيا لشخصيات متعددة الطوائف والثقافات، بين مدني وقروي وكردي وجولاني وفلسطيني، كلهم في حضرة الرصاص المنهمر والذي لا يفرق بينهم على أساس انتمائه .. الجميع في مواجهة الحدث: الفتاة غالية طالبة التمثيل في معهد الفنون التي تترك بلدتها متوجهة إلى دمشق من أجل دراسة التمثيل، فؤاد المخرج الشاب الذي يساعدها في الحياة الدمشقية، العديد من الشباب السوري الوافد من كل الأنحاء يجتمعون في بيت الطلبة، وضعهم ملص في بوتقة واحدة بإيقاع هاديء، ملمحاً إلى الموضوع السياسي دون أن يطرحه مباشرة ومكتفياً بإشاراته التي تدل على التوق للحرية حسب السيناريو الذي تشارك في كتابته مع سامر محمد إسماعيل. فيما كان المصور عيسى توما قد لاحظ ذات صباح في شهر أغسطس من العام 2012، بعضاً من الشباب يجرون أكياساً من الرمال في شارعه، واتضح أن هذا ما كان إلا بداية الأحداث السورية في “حلب”، فحمل “توما” كاميرته طوال تسعة أيام داخل شقته، ليسجل ما يجري في الخارج، زاوية في الرؤية على الحياد.
في حين توالت بعد ذلك الأفلام التي قدمت رؤاها سواء على المستوى الدرامي أو الوثائقي، إذ ظهرت أفلام بدءاً من الوثائقي الذي قدمه اللبناني محمد سويد “بلح تعلق تحت قلعة حلب”، حيث قدم صوراً تمزج ما بين العام والخاص عن الوضع في حلب بكل تناقضاته وسط ضجيج الحرب وجنونها، هذه الصور قدمها ثلاث مصورون استعان بهم سويد وبدا كأن الحرب الأهلية اللبنانية لازال تأثيرها عليه حاضراً، وعلى أساس الصور والتأثر قام ببناء السيناريو الذي اعتمده ليكون كما عنوان فيلمه، جملة تبدأ بكلمة من الاتجاهين تحمل نفس الحروف لا يتغير لفظها ومعناها إذا ما قُرأت مقلوبة من آخرها إلى أولها.
فيما جاء فيلم “ماء الفضة” (2014) لأسامة محمد، ليقدم الحدث السوري بشكل مختلف، من خلال تجميعه لقطات صورتها أثناء حصار حمص ناشطة وشاعرة كردية في مدينة حمص وهي وئام سيماف بدرخان، إذ قدمها في مشاهد بدت شديدة التأثير مؤثرة، لكنها تخلو من ترابط بين أوصال الحكاية التي صورتها سيماف في مدينتها المدمرة وبين ما أراده المخرج الذي يعيش خارج بلاده، فظهر الفيلم أقرب إلى البروباجندا السياسية أكثر من الحالة الفنية، وقد يكون هذا السبب الأبرز لعرضه الخاص في مهرجان كان السينمائي، حيث حمية الجميع للتعاطف مع ما يحدث في سوريا من خلال فيلم يحمل قدراً كبيراً من الإدانة والهجوم.. من هذه النقطة فإن أفلام الخارج والمعارضة على تباين وتفاوت مستواها الفني، حظيت بالمشاركة في مهرجانات دولية كبرى، من “ذاكرة باللون الكاكي” (2016) إخراج ألفوز طنجور الذي امتزج خطه السردي بالسياسي والإنساني، و”آخر رجال في حلب” (2017) إخراج فراس فياض، فاز بالجائزة الكبرى للجنة التحكيم في مهرجان صندانس ورشح لجائزة أوسكار أحسن فيلم وثائقي، فيلم وثائقي آخر يعادي النظام السوري، بمشاهد تشير إلى أنه سبب الخراب الذي حل على المدينة وأهلها؛ صنيع بصري آخاذاً ينقل معاناة حلب وتدميرها، ويحكي عن رجال يحاولون إنقاذ الناس أثناء التفجيرات في حلب.. وعن حلب أيضاً جاء فيلم” يوم في حلب” (2017) إخراج علي الإبراهيم، شارك في أكثر من 26 مهرجانًا دوليًا، وفاز بـ9 جوائز منها جائزة لجنة تحكيم النقاد في الدورة العشرين لمهرجان الاسماعيلية الدولي للأفلام التسجيلية والقصيرة. إلى الفيلم الروائي “في سوريا” (2017) الذي أخرجه فيليب فان ليو؛ بإنتاج بلجيكي فرنسي لبناني مشترك، وشارك في بطولته الفلسطينية هيام عباس واللبنانية دياموند بو عبود، وقدم الأزمة السورية بعيون تراها من الخارج. ما ورد هو مجرد نماذج لأفلام صُورت وأنتجت وغيرها قيد التنفيذ، وكل يقدم قراءته للحرب من زاويته.
في الوقت ذاته شهدت المؤسسة العامة للسينما بسوريا، وهي الجهة التي تتولى الإنتاج لسينما الداخل، طفرة إنتاجية وصلت إلى ما يقرب من ثلاثين فيلماً روائياً طويلاً خلال السنوات السبع؛ غير الأفلام الوثائقية والروائية القصيرة التي ترسم معالم الحرب في سوريا وتقتفي آثارها، وهو رقم لم تحققه المؤسسة قبل الحرب في هذه المساحة الزمنية، وهذه الزيادة في الإنتاج السينمائي مغايرة لما عانته في السابق من قلة الإنتاج (فيلمين في العام)، فتنوعت الأفلام حسب مخرجيها ومدارسهم الفنية التي ينتمون إليهم، وزوايا نظرتهم للواقع السوري الذي تحول في حد ذاته إلى مشهد سوريالي تماماً وشديد القسوة، خرجت الأفلام من هذا المشهد الواقعي الذي أراد عزل سوريا واستنزافها، وأمامها خيارات سينمائية تنحو نحو المضمون الإنساني بأبعاد درامية وجمالية متوغّلة في مأزق الفرد السوري الناتج من الحرب، بالإضافة إلى العمل البصري الذي ينقل خراباً تصنعه هذه الحرب في الأماكن التي تتحول إلى أنقاض، بهذا المعنى يكون من الضروري التعامل مع هذه الأفلام بالمعايير الفنية لا السياسية وحدها، فإن الموضوع المطروح على بساط النقد والبحث هو السينما.
على هذا الأساس، لم تبتعد صناعة الفيلم السوري عن واقع الحرب السوري، حاول مخرجون عديدون أن يقرأوا الموت والخراب والتناقضات من داخل اللهيب، كانت الكاميرا عين تصيغ من الحدث اليومي موضوعاً، فأنجزت أفلاماً هي شهادة حيّة للواقع أو محاولة لفهمه، لم تكن الأفلام كلها مأخوذة بالعنف والدم؛ لكنها اتكأت على السند الإنساني، وهي ميزة تحسب لمخرجين حاولوا بلورة الصورة الآنية بتطلعات متماثلة تقريباً في الهدف من صناعة الفيلم وإن اختلفت الطريقة، كما هو الحال في الأفلام التي أنتجتها المؤسسة السورية لمخرجين من أمثال عبد اللطيف عبد الحميد، باسل الخطيب، نجدت أنزور، جود سعيد، محمد عبد العزيز، أحمد إبراهيم أحمد، غسان شميط وأخرون، وجميعهم قد اختبروا الوجع والتمزّق السوري، قبل أن يقدموا في أفلامهم الأخيرة قراءتهم للحرب، يرنو إليها المخرج عبد اللطيف عبد الحميد في فيلمه “أنا وأنتِ وأمي وأبي” (2015)، ويضع في فيلمه المتخيّل البصري في خدمة سيناريو، هو كاتبه أيضاً، مشغول بحساسية أسئلة تنغرس كشوكة في القلب، فيما يلملم شظايا الانقسام الذي حدث حتى في البيت الواحد حول الوضع السوري واللحظة العبثية الجارحة التي تنغلق على سراب يركض الجميع في إتجاهه، سراب حرب تعصف بالروح قبل البشر والحجر وترقص رقصة الموت اللعينة على وترين مشدودين؛ ليس في وسع السينما أن تغير ما حدث أو أن توقف البدايات وتبدل المصائر، لكنها على الأقل تستطيع أن تحكي عنه وتبث رسائلها كأنها تعيد تكوين المسافات في عبورها الغامض على منعطف رمادي، وربما هذا يفسر الوهج الذي يشيع في الفيلم بالرغم من مرارة الحدث الذي يعصف بعائلة تمثل المجتمع السوري على ثلاثة أجيال: الأب (سامر عمران) الأستاذ الجامعي المعارض والمتجهم طول الوقت دون أن يسمح لأحد بالتحاور معه، الأم (سوزان نجم الدين) الموالية تتشبث حتى اللحظة الأخيرة بحبها وتماسك أسرتها، الجدان (حسام تحسين بك) الدمشقي القديم والد الأب و(بشار اسماعيل) والد الأم من الساحل السوري؛ وكل منهما يمثل بيئته ويكوّن شكل سوريا القديمة الطيبة، و طرفة الابن (يامن الحجلي) يقف في منتصف الدائرة؛ يحسم الأمر فيترك دراسته ويلتحق بالجيش السوري ويحاول أن يرمم الحكاية ويمحو الضغينة مع حبيبته (مرام علي)، يستحضر البشر العاديين في شكل سينمائي وصورة شديدة العذوبة، تنقل موضوعه المحمل بالهموم الوطنية والسياسية، إيقاع سريع يلائم توالي الأحداث ويسحبنا في حالات متأرجحة بين الضحك والبكاء، بين خفة دم الأجداد والأغنيات الرومانسية ولحظات حب مسروقة على درجات السلم وبين ساندوتش الفلافل المسمومة ومقتل الحبيبين غدراً تحت صيحات التكبير، نهاية تختصر حال مجتمع كل فرد فيه له قصته مع الفجيعة. فكما حضرت فلسطين ونكبة 48، والجولان، والوحدة، ونكسة يونيو في أفلامه؛ لم تغب الأحداث السورية العاتية في السنوات الأخيرة عن أفلامه، وهو ما يطل كذلك في فيلمه “طريق النحل” (2017)، صورة أخرى لتجليات الحب في الحرب التي يسهل بدأها ويصعب إنهائها، ويستحيل أن تُنسى.
حالة فنية أخرى يوثقها المخرج باسل الخطيب في أفلامه:”مريم”، “الأم”، “سوريون”، “الأب”، بناء درامي مؤثر يلامس الواقع ويقدم تننويعات على فكرة صراع الإنسان للبقاء على قيد الحياة، وهو ما يثيره المخرج جود سعيد في فيلمه “مطر حمص” ويعبر وجع الحرب إلى حكاية قد تكون شخصياتها غير حقيقية كما أشار في تيتر البداية، لكنها تقود إلى الحدث السوري بما يحتوي من تفاصيل تنأى وتدنو من فرصة للنجاة تتشظى على أبوابها الحرب الشرسة التي تعرضت لها سوريا، دون أن يتحول الفيلم إلى فخ الخطاب السياسي المباشر؛ بل سار على مهل في دراما إنسانية تخرج من تحت الأنقاض، مقسمة إلى فصول تحمل حكايات مرتبطة ترصد في قصة افتراضية ما حدث في واقع مدينة حمص، وهناك هذا التصارع النفسي على خلفية الحرب كما قدمه أيضاً جود سعيد في فيلمه “رجل وثلاثة أيام” تتماس مع فلسفة الموت والحياة، كذلك توغلاً ناعماً الذي فعله المخرج أحمد إبراهيم أحمد في جغرافيا وتاريخ سوريا، ماضيها وحاضرها خلال فيلمه “ماورد” المأخوذ عن رواية “عندما يقرع الجرس” للأديب محمود عبد الواحد، سيناريو وحوار سامر محمد إسماعيل، راوياً قصة “نوارة” الفتاة التي تعمل في تقطير ماء الورد؛ فيما يقع ثلاثة رجال في غرامها ينتمي كل واحد منهم لتيار سياسي مختلف؛ المحافظ والليبرالي والقومي وهو ما مر على سوريا في مراحل متتابعة يسحبنا إليها الفيلم، فيما بين ذلك بدا فيلم “فانية وتتبدد” حماسياً بشكل لافت في موضوعه واستخدامه للتقنيات الفنية التي صنعت مشهداً بصرياً اكتمل بتدرجات الإضاءة؛ وحتى في اختياره للممثلين وأدائهم للأدوار المشدودة بين الخير والشر، وإن بدت الحمية المفرطة سبباً في تنميط الأشخاص شكلاً ومضموناً، بدا ذلك واضحاً في شخصية أبو الواليد الأمير الداعشي الذي سيطر هو ومجموعته على القرية، ويمارس فيها القتل والقهر والرذيلة وفقاً لنزواته التي يجعلها قانوناً، فهو شرير مطلق الشر وكل شيء يدل على ذلك ماكياج وجهه وطريقة أدائه التي لابد وأن من شخصية شريرة، ثم تتطور الأحداث حتى يتعرّض لمؤامرة من أحد رجاله أبي دجانة، تنتهي بدخول الجيش واقتحام المعسكر ثم فرار أبو الوليد بارتداء ملابس نسائية، تعامل الفيلم مع الحدث شكلياً على ما يبدو أنه أراد إبراز الشر النابع من دخول الدواعش والجماعات المسلحة، لكنه كان يحتاج لبعض التعميق للقضية التي لها أطراف خارجية حاكت المؤامرة الكبرى ضد سوريا، فـ” أبو الوليد” لم يأت هنا كي يسبي النساء ويشتهي فتاة صغيرة ويعذب الرجال، الموضوع ليس هو فعل هذا الداعشي في هذه اللحظة المشتعلة في سوريا، وإنما له أبعاد ومرجعيات سبقت الحدث الآني وتؤدي إلى مستقبل مرتبط بها، إن المباشرة في الفيلم لم تكن في مصلحته.
من ناحية أخرى قدم المخرج غسان شميط صورة من صور النسيج الوطني السوري متعدد الألوان في فيلمه “ليليت السورية” المأخوذ عن رواية “تحت سرة القمر” للكاتبة جهينة العوام، في حكاية تلتقط من الحياة اليومية للسوريين الذين يعيشون الحرب، من خلال مجموعة من المهجرين إنتقلوا من أماكن ومناطق ساخنة إلى أخرى أكثر أمناً إلى حد ما بحيث تضم شرائح مختلفة من المجتمع السوري بكل أطيافه يعيشون مع بعضهم بكل محبة.
على أية حال، تعددت التجارب السينمائية المنسوجة على منوال الحرب الدائرة، ولا زال المشهد السينمائي مفتوحاً على حرب لم تنته وحكايات وصور جديدة، تضيف إلى السينما السورية بعداً آخر يتشكل بعمق واقعه وأحداثه، وربما تعوض غياب السينما العربية خارج سوريا عن الحدث الذي حاول المخرج التونسي رضا الباهي الاقتراب منه إلى حد ما في فيلمه “زهرة حلب” (2016) الذي يطرح موضوع الإرهاب وتورط الشباب من أجل ما يسمى بالجهاد في سوريا، من خلال رحلة أم تونسية لإنقاذ ابنها الذي يلجأ إلى جماعات التطرف بعد دوامة نفسية عاشها وقرر بعدها السفر إلى سوريا.
————————–
الفصل مأخوذ من كتاب “أفلام الحب والحرب” الصادر عن سلسلة الفن السابع، دمشق 2019.