القصيدتان من مجموعة “جيش من رجل واحد” الصادر أخيراً عن محترف أوكسجين للنشر:
مطرُ التجارب
أكتبْ كما لو كان لديكَ ما تقولُهُ
أكتب كلَّ يومٍ
كأنكَ تهتمُّ ولا تفعل
تأتي ولا
كأنَّ السماءَ لم تكن زرقاء
وكلَّ يوم رأساً على عَقِب
كما في اليوم التالي.
أُكتب بالألوانِ
ثم اكتب بالأبيض والأسود
أكتب لي
في الضبابِ
كأنَّكَ مُطارَدٌ من ذئابٍ وضباع
أكتب قصيدةً مزاجيةً
رأساً على عقب.
أكتب في طائرةٍ ورقيِّة
طيِّرْها
اذهب إلى حيث تأخذُكَ
أكتب طائرةً شراعيَّة
اركبْها
واكتب وأنتَ تسقطُ منها.
أكتب كأنكَ مشغولٌ في مسيرةِ احتجاج
أو أعمالِ شَغَب
أكتب لأولئكَ الذين لا يسمعونكَ
لأولئكَ الذين ليس لديهم كلماتٌ
أكتب في أحلامِكَ لتحريرِ الواقعِ
أكتب بتعقيدٍ لتحريرِ البساطة
أكتب كلَّ ما تريدُ أن تنساهُ
ولا تتوَقفْ عند هذا الحدِّ
أكتب لأنَّ لديكَ ما تقولُه.
الأحياءُ الذين مَرُّوا
مَن يَروي قصصَهم
أكتب حتى لا يتبقَّى فيكَ شيءٌ من الكتابةِ
حتى تلامسَ العَدَمَ
أكتبِ العالمَ في حياةٍ جديدةٍ
أكتب مطرَ التجاربِ
حتى لا تجفَّ الأرضُ
واكتب اعتذاراتٍ ورسائلَ حبٍّ
لكلِّ الأوقاتِ التي تقولُ فيها آسف
ولا تتوَقفْ عند هذا الحدِّ
أكتب لأنَّ لديكَ ما تقولُه.
لا تكتب عندما تشعرُ أنّكَ بخير
لا تكتب عندما تفقدُ شخصاً
لا تكتب انتصاراً لكبريائكَ
أو في حبِّ الوطن
لا تكتب قصائدَ مشهورةً يحفظُها الشعبُ
لا تكتب قصائدَ لإحلالِ السلامِ في العالَم
لا تكتب قصائدَ لتغييرِ هذا العالَم
أكتب لإنقاذِ حياتِكَ
ولا تتوقَّفْ عندَ هذا الحدّ.
أكتب
لِيَقرأَكَ سكانُ الكواكبِ الأخرى
عندما لا يبقى على الأرضِ كتاب.
أكتبْ كلَّ شيءٍ
عِشْ كلَّ شيء.
الباب خلْفِي
أحاولُ أن لا أعيشَ
في نفسِ اليومِ مِراراً
أنتهي إلى تكرارِ
الأخطاءِ نفسِها
لا أَدْخُل
من الأبوابِ المفتوحةِ لي
أُغلِّقُها جميعاً.
وعندما أغادرُ منزلي
يُظَنُّ أنني ذاهبٌ
لفتحِ العالم
وكلُّ ما قمتُ بهِ
هو إغلاقُ البابِ خلفي.
*****
خاص بأوكسجين