اسمي قصي
أنت تنسين،
لا تتذكر عيناك ما رأتا.
لا النهار الذي لم أزل عالقاً في ظهيرته
لا قصيدتك الأمّ،
لا بحرَها،
لا الطريق الذي صار أغنية،
لا أنا.
.
كلما ركضت كلماتي إليك – كأنك أختٌ لها –
ارتطمتْ رغبتي بالزجاجِ،
.
كأنك لم تدخلي جسدي، قبل هذا، ولم تخرجي منه!
.
– هذا أنا.
هل تذكرتني؟
أنت تنسينَ.
عما قليلٍ، أذكّر عينيك بي، فتصيران
أكبر
عما قليلٍ،
نسير، معاً، في الطريق الذي صار أغنية
وأقولُ لكِ: اسْمي قصيٌّ.
تقولين:
واسمي كذا.
نوم
أنت ساطعة في السرير
كشمسٍ شتائيةٍ
والشراشفُ مثلُ سحابٍ بطيءٍ
على الجسمِ.
ماذا ترين، وراء الوميض السريع لنظرتك،
الآن؟
ماذا ترين هناك؟
.
اختفى كل شيء،
هنا.
لا كواكب في الخارج، اختفت الكلمات،
ولا ظلّ،
لا خطوة تشطر الليل،
لا شيء
لا شيء
إلا نباحٌ بعيد على مارّة غرباء.
قصاصات
أغذ الخطا لالتقاط الرسائل..
آخذها من بريد اليدين.
ولا مرةً خذلتني الحياة، فمرّت ولم تلتفتْ لي،
وتلق بإحدى قصاصاتها.
.. من يدي وردة،
من نهارٍ يحط بعيدا،
ومن شرفة تتمطى، كأن السماء لها
وحدها
من ظلال تؤدي صلاة الجماعة عند الظهيرة
من صخرة عند منحدر.. تتأمل ما لا تراه،
وتملأ أطرافَها قسوة
من سحاب يمر،
وأغنية فقدت جرْسها
.
آخذ المفرداتِ المغطاةَ بالدمع
والمفردات المصابةَ
والمفردات التي لم تحض بعد،
والمفردات الوحيدةَ..
أجعلها في بخار فمي، مرة بعد أخرى،
الى أن تشعّ، كأن ندىً مسّها.
صمت
فقدت فمي وأنا أتحدث.
لا أتذكر ما كانت الكلمات.
كأن نسيجاً سريع النمو أحاط به، فجأة
فتلاشى.
أنا ذا، هنا،
أتحشد بالكلمات، ولا فم لي.
خطاب
سأقول للأمل: اختلق سبباً، لتنهي ما بدأتَ.
أقول للصمت: ارتجف.
للرغبة: ابتعدي قليلاً،
للأسى: ما زلت تجلس صامتاً.
ولأمس: لا ناجين منكَ.
ولي:
.. لماذا لا تنام؟
.. لما تبقى منكِ:
لا تنظر إليّ، كأنني خالٍ من الكلمات.
لليأس: احترس مما أفكر فيه.
للشباك: أوقف هذه الأصواتَ؛
كل دقيقةٍ أصغي الى صرخاتِ منتحرين.
لا
أتذكر الأسماء.
للكلمات: لا تمشي على فخذيّ.
للفوضى: اجلسي.
للظل: واصلتَ النموّ،
وصرتَ أطول من إلاهك مرتين.
لآخر اليوم:
انتظرتَ..
ولم يجىء أحدٌ.
وللمعنى:
رجاء..
لا تكن متأكداً من أيّ شيء.
*****
خاص بأوكسجين