بعد الطوفان سقطت كل الكوندومات
العدد 272 | 29 تموز 2022
مارك ياكيتش | ترجمة: بهيج وردة


احذروا أيها السياح

ثمة احتجاج، في حرية تعبيرنا،

يقولون. هم يقولون هذا.

يا لخطأهم. الشعر في أمريكا هوايةٌ.

مطيةٌ أو ألمٌ ممضٌ في الأذن، ما لم يخرقَ

النحو والبلاغة،

ما لم يخرقَ الشِّعر هيمنة النحو والبلاغة.

 أقول هذا، وقد أكون مخطئاً أيضاً.

الشعر الفكاهي يُنشر حصرياً

لشهر واحد في السنة عندما يكون الجميع في

عطلة صيفية.

العطلة احتجاج،

يتخطى الشعر.

بعد الطوفان سقطت كل الكوندومات

بمقدور أي شخص أن يكون نوح.

لكن لا أحد يستطيع أن يكون زوجته.

أرسل خبيراً، وليس

حمامةً. اقفزْ من المركب وارضَ

بالموت. لا كنز

بلا خريطة. لا حضن

بلا متعةٍ كامنة. دع للعقل أن يهتم

بالمنطق. لكن لا

تنسَ أن تجرجرَ الجسد،

كشاهد، في الرمل.

قبل أن تدخل الفودكا  المشهد

وخرَّبتَ كل شيء تقريباً، حملنا

بعض الجرائد المقاومة للمطر فوق الساعات

المعتمة، وأرغفة الخبز السوداء. ساد الرضى

 مع المعجم المختصر، والفساتين

بلا أكمام، ومزاريب الكاتدرائية الضخمة وهي تذعن. سبح

الفنلنديون العادلون على امتداد الأفق الزائف.

كانت هنالك أيام صاخبة جاثمة تحت

المقاهي الباريسية الزائفة.

كانت شتاءات دسمة، فصول خريف مبهرجة،

فصول ربيع هزيلة، وفصول صيف

من الأجسام الاسفنجية. لكن الآن،

الأخبار الوحيدة المتأكد منها هي أنها كانت تمطر، وتصحو،

للأبد. أو كما كانت موسكو تخبرنا.

*من مجموعة شعرية بعنوان “أهمية تقشير البطاطا في أوكرانيا” صادرة في عام 2008.

*****

خاص بأوكسجين


شاعر أميركي. من إصداراته: "أفراد لا رابط بينهم ينتظرون تكوين مجموعة للعبور"" (2003)، ""مجموعة الشعر التي تشكّل خطراً على الطائرات"" (2017)."