استلهام الحياة -بغض النظر إن كانت من نوع رديء أو غير ذلك- يمكنك قول إنسان. هذا كله، منوط بك، وعقلي، ويباشر حفلة وجوده ليؤلف تاريخاً شخصياً، كأن تسير في علبة السجائر مثلاً وأنت ترتدي الدراجة، وتعرّض نفسك للواقع الملثّم الذي فاجأ الجميع.
أكرّر: الإعلان عن صيف قادم، هذا حوار عادي، بين هذه النظرة الغاضبة وهذه النظرة الغاضبة. فمثلاً من يتعثر بالمَشاهد، يستيقظ مرّات عديدة بدون خشبة الساق، وهي تسقط من ساق تمشي، ومن يتعثر بأنفاس كثيرة، يكرر ذات الأنفاس، ليتعرّف على اسمها المعاصر .
الجميع بورخيس
الحلبة المتقدمة على شهادة العصر
الملاكمون وهم في انتظار الأوتوبيس
المكانس الكهربائية تأخذ أحشاء الواقف هناك
عروق زرقاء في ساق التماثيل الأربعة
ذراع دافنشي
سفينة مايكل أنجلو تزحف في الرمال
محطة الجمعة
منقوع الخيال
هذا نمط، وتقديس ثم خسارة
عروق تظهر من مخزن المنظفات
أنت نافذ بحفار وصندل
سوق تظهر يوم الثلاثاء
ونافذة تطل على كيس مملوء بفقراء
يحفرون نفقاً للخروج
وأنت واحد منهم
ناديت الأمس على جبال بعيدة
فظهر بائع متجول يمسك في يديه بائعاً آخر
أنا في الجزء الناقص من بيت قديم
أخرج من باب ثابت على مجموعة جثث
لأنادي عليكم بكلتا يدي
في الطريق ضاعت التلويحة
وبقيت جاهداً أتذكّر وجوهاً مثبتةً على صندوق يطفو
وكي أحقق مزيداً من التقصي
جعلت علامة في المكان تختفي
وتختفي معها السعادة
وهذا بدوره بحث ذاتيّ عن ذات أخرى
***
افترضنا أنك شخص غائب
وأن الذي بديلا عنك هو أنا
هذا يتيح لي العبث بكل متعلقاتك
فَحصُ مشيتك أثناء الليل
تتبّعُ نظراتك المتعجلة بين كل طريق وطريق
الانحناء على حفرة أعمق من القبر
والتدرّب على الحياة فيها لمدة طويلة
***
اقتربت من رأس بشري
كانت مقطوعة بمنجل حاد
وكانت صامتة
وأنا درت حولها
وعثرت على خطاب مكتوب فيه:
(الإنجاب هو الذي ضيّعني، لقد جئت إلى الحياة بدون قضية)
شعير في حلق المغنية
طفل يعوم في أمعاء
نهر في حانة منبوذة
السلك واقف هناك، يضيع منه شارع فرعي
ومنسّق عام غير مرئي
كما دوامة في طين
أو سهرة بمجهود خرافي
حاوِّل تجفيف الربيع
لتبدأ الكلام.
*****
خاص بأوكسجين