تقول: يوم مشرق وأمنيات محققة!
تمضي لا ملوّحاً ولا متلفتاً تضعُ يومك كل يومٍ أمامك ولا تدع لزقاقٍ أن يبتلعك ولا لمنعطفٍ أن يأخذك، تمضي “لا يؤنسك مؤنس ولا يوحشك موحش” والربيع جاثمٌ في الشتاء ها هنا، والشمس لا تمنح الغيوم فرصةً ولا تتيح للأمطار التلاعب بالأرض.
تستشعر الإنهاك بأصغريك قلبك ولسانك، وكان القلب هاجعاً واللسان يلعق الصمت! وتتساءل: متى ينتهي كل ذلك؟ وهي لا تجيب، تُسمعك ما أسمعتها إياه “المتلفت لا يصل أبداً” لتضيف: والمترقب أيضاً! المترقب لا يصل أبداً!
وتأتي الأيام وتتدافع، ما حفلت بل رضيت. إن هم مضوا هزئت ببوصلتهم ودائماً على غير ما يمموا من جهات، مأخوذاً بالوسيع المترامي وإن لم تبرح غرفتك ولم تفارق كرسياً، والطاولة أمامك عرضها السماوات والأرض.
يومك اليوم غير مشرق، لبّت الغيوم نداءً، التأمت يوماً واحداً ثم تشتت، حسبك يوم واحد بمطر خجول لتكون مبللاً حتى العظم، وأنت بالكاد نهضت عن كرسيك وألقيت نظرة من خلف زجاج نافذتك.
*****
خاص بأوكسجين