الدرب طويل!
تقول.
كما لو أنك تبحث عن نهاية أو وصول.
هل تبعت خطى أحدهم يوماً؟ هل كنت تأبه أصلاً بغواية تتبع الأثر، والتحول عن اكتشافاتك بمحاكاة آخرين؟
كنت تقول عنهم: أدعياء وتافهون يثيرون غبار الدرب فقط ويصلون قبل أن يأتوا بخطوة.
الدرب طويل!
وما همّك!
“قدماك هما عربتك الوحيدة”*
الآن بت تردد “ما لم تكن في حياتك امرأة فما من دموع”* حسناً تبدو ترجمة عبارة بوب مارلي صارمة، تنتمي لتلك الحقائق الراسخة التي يصعب غناؤها، وأنا ما زلت غير مصدق أن امرأة واحدة فعلت كل هذا بك، لقد غسلت الدرب بدموعك، ومن وقتها صرت تقول: يا له من درب طويل!
هل ستسافر؟
مضى زمن طويل وأنت في ذات المكان، تتحايل عليه وتسافر يومياً من بيتك إلى عملك والعكس صحيح، وعدا ذلك فأنت منكب على ذاتك، متمترس فيها، تكتب كما لو أنك تلاحق بسردك كائناً أسطورياً يتراكض أمامك على الأوراق. لا تهدر وقتاً كثيراً بالنوم، ثلاث أو أربع ساعات تكفي، لتستيقظ مشدوداً كرمح وتنغرز في بدن يوم وتقتله، فيحيا يوم جديد كان اسمه الغد، تنغرز فيه أيضاً ..تقتله، وهكذا تواصل أيامك المقتولة بلا يأس، تكتب وتكتب واضعاً نصب عينيك مطاردة هذا الكائن الذي يعدو بسرعة حصان بري لا يروّض.
_____________________________
*من أغنية بوب مارلي No Women No Cry