نزعت ثيابها عنها وارتدت عريها كاملاً، ولم تخلّ به قطعة ثياب تافهة.
كان علي أن أقود سيارتي وهي على المقعد إلى جانبي لا ترتدي إلا ما خلقت عليه من جسد منزّه. لم يكن الأمر مدعاة للاحتفاء، بل كان مرعباً كما كل ما يُكشف عنه من دون محسّنات أو مشوّهات، ومكافحو الجمال حاضرون هنا وهناك.. وما أكثرهم!
عبرت مرتعداً مدخل البناية. في المصعد تدثرتُ بعريها. في الشقة تغمّد عريي عريها.
استيقظت وحيداً ولم تتبدد غمامة هلعي.
كانوا بانتظاري، وهم لا يفعلون شيئاً سوى انتظاري.
أخبرتهم وهل أنا بهذه الأهمية حتى تخصصوا كل هذا الجهد والوقت على إحصاء أنفاسي؟
قالوا: بالأمس كانت أنفاسك متلاحقة لدرجة تعثر إحصاؤها!
وفتحوا ملفاً جديداً يتناول حياتي للمرة التي لا أعرف كم! وقد كنت أخبرتهم كل شيء!
وما وجدتني إلا وأنا أروي لهم عن النساء في حياتي كما لو أنني هنري في فيلم “يمكن للجنة أن تنتظر”* وهو يخضع لتحقيق يحدد ما إذا كان سيصعد إلى الجنة أم سيهبط إلى جهنم بينما يقول “إن كان لي أن أروي قصة حياتي فإن عليّ أن أحكي عن النساء في حياتي”.
وهذا ما فعلت وبدا أن هذا ما كانوا يتطلعون إليه، وحين وصلت تلك المرأة التي ارتدت عريها – وأنا متأكد من أنهم رصدوها – قلت لهم: لقد كانت امرأة آلية، وجسدها يتخطى البشري، ويتحلى بكل ما يصنعه البشر من كمال حين يحاكون الآلهة.. سجّلوا ذلك وسمحوا لي أن أدخن سيجارة لم أفرّط بذرة دخان منها.
* فيلم لأرنست لوبتش انتاج عام 1943.