‏يقولون: يشبهكَ لوركا وتشبهها الأندلس
العدد 181 | 24 تشرين الأول 2015
علي سباع


‏حين عاد لوركا من نيويورك، 

‏ولم يجدكِ في المنزل

‏أرسل خلفكِ

‏قصائده

‏وجلس يحاكمُ الهدهدَ كطفلٍ يحكّ ظهره.

‏يظنّ بأن هاتفكِ ينقصه رقمٌ ليصبح خزانه

‏لكنه كلما نبش في التاريخ

‏وجدك

‏بلادا 

وقلبه ورقةٌ معقودةٌ كوصيةٍ بداخله.‏

‏كان حزينا كوردةٍ

‏قطفها 

‏عاشقٌ ليمزقها في ظنّه، تحبني ولا تحبني ؟!‏

‏فكّر كثيرا في تغيير برجه

‏فكّر أكثر

‏في عينيك حين تصفين للهدهد مُلك سبأ.

‏لكنه لم يفكّر أبدا 

‏في الرقص على أغنية بهجتك.

‏بعد منتصف الليل 

‏حيث تتركينه كالعادة .. 

‏كان يهاتف سيلفادور دالي ويصف ملامحك

‏لكنه لم يخبره أبدا بأنك امرأة.

‏حين انتهى من كتابةِ مسرحيته عرس الدم

‏كان السرير فارغا

‏وكنت

‏للتوّ ترتدين ملابسكِ، كان بياضك عظيماً حتى أنّ الشجرة تطلّ من النافذة.

‏يتذكرُ : ما اسمكِ ؟!

‏- لست الأرض ولست الزمن ولست انقطاع النفس ولا تجوّل الفكرة أو فشل الصدفة ولا اكتراث الملائكة، ولست شيئا قد يحدث، أنا لست شيئا لأكونه. 

‏- اوه تذكرتُ، أنت الحرية.

‏لقد كنتُ حاضرا حين ابتدأت المسرحيةُ

‏كانت الخشبةُ عاريةً

‏وكان 

‏الحضور يتنهد لكل لمسةٍ خاطفةٍ تحدث بين الهواء والماء.

‏بين قريتي فيثنار وألفاكار

‏لم يقتلوا لوركا

‏ لقد قتله حبّك.

___________________________

شاعر من السعودية

*****

خاص بأوكسجين


شاعر من السعودية. من مجموعاته الشعرية: "بأبواب المدينة كلها"" 2011، و""نزهة الهارب ومشيئة الغريب"" 2015."