حين عاد لوركا من نيويورك،
ولم يجدكِ في المنزل
أرسل خلفكِ
قصائده
وجلس يحاكمُ الهدهدَ كطفلٍ يحكّ ظهره.
يظنّ بأن هاتفكِ ينقصه رقمٌ ليصبح خزانه
لكنه كلما نبش في التاريخ
وجدك
بلادا
وقلبه ورقةٌ معقودةٌ كوصيةٍ بداخله.
كان حزينا كوردةٍ
قطفها
عاشقٌ ليمزقها في ظنّه، تحبني ولا تحبني ؟!
فكّر كثيرا في تغيير برجه
فكّر أكثر
في عينيك حين تصفين للهدهد مُلك سبأ.
لكنه لم يفكّر أبدا
في الرقص على أغنية بهجتك.
بعد منتصف الليل
حيث تتركينه كالعادة ..
كان يهاتف سيلفادور دالي ويصف ملامحك
لكنه لم يخبره أبدا بأنك امرأة.
حين انتهى من كتابةِ مسرحيته عرس الدم
كان السرير فارغا
وكنت
للتوّ ترتدين ملابسكِ، كان بياضك عظيماً حتى أنّ الشجرة تطلّ من النافذة.
يتذكرُ : ما اسمكِ ؟!
- لست الأرض ولست الزمن ولست انقطاع النفس ولا تجوّل الفكرة أو فشل الصدفة ولا اكتراث الملائكة، ولست شيئا قد يحدث، أنا لست شيئا لأكونه.
- اوه تذكرتُ، أنت الحرية.
لقد كنتُ حاضرا حين ابتدأت المسرحيةُ
كانت الخشبةُ عاريةً
وكان
الحضور يتنهد لكل لمسةٍ خاطفةٍ تحدث بين الهواء والماء.
بين قريتي فيثنار وألفاكار
لم يقتلوا لوركا
لقد قتله حبّك.
___________________________
شاعر من السعودية
*****
خاص بأوكسجين