هي وكلب بافلوفي
العدد 193 | 20 حزيران 2016
أحمد م. أحمد


1

بغلٌ يتمرَّغُ
في الأرضِ الغُبار.
أتمرّغُ في النّدم.

2

كائنٌ ركيكُ الحياة،
يغتابُ سريرَتَه
في أسفلِ الصّفحة.

 

3

“شجى”
و”هطول”
تُفكِّكان
قهراً آخر.

 

4

في الحلقةِ القادمة،
سأُوقِعُ بكِ
بترتيلةٍ مُغمَضةِ العينين.

 

5

كلماتي قارسةٌ،
تمشي إلى جوارِ حيطانٍ قارسة،
لولا البخار
المتصاعد من أفواهِ
الموتى الـمُقَنَّعين.

 

6

جوهرُ أجسادهنّ
في الأسوَدِ
يقرعُ جرسَ الرّغباتِ
في المأتم القريب.

 

7

هي وكلبُ بافلوفي
and my ass
الفرقةُ
النّاجية.

 

8

مدنٌ بخسةٌ
تشتريها
بربع كذبة.

 

9

مِنْ فقه اللوثةِ
أنّ مِذَبَّةَ أميرِ البراغيث
وراء هذه الصّفاقات.

 

10

كائنُكَ الثّالثُ
ينفضكَ
كضوء.

 

11

في الصّباحِ
تُرتِّبُ السَّمينةُ تحت بنطالِها
طبقاتِ العشقِ ــ
لو تدري
يا ذا الحَمَام.

 

12

سقوطُ القُبَّعات، هرهرةُ النشيدِ الوطنيّ
حول خصى الرَّتْل، ثم البيغ بانغ:
الحتميّة التاريخية
لمولدِ قلمٍ بلا غطاء.

 

13

ألمْ يكُ أ.م.أ
أوَّلَ مَن بشَّرَ
بـ “السّيقان المقطوعة
التي تحوَّلتْ إلى مزالجِ بوّابات”؟

 

14

لا يحتاجُ المقهورون
إلى كلِّ هذا الصّراخ:
زفيرُهمُ الأوّلُ
يوغِلُ سِتَّ أقدامٍ
في التّراب.

 

15

يا أبتِ:
منذ فرغتُ من صَلْبِكَ
أدركتُ أنني لن أكون محنيَّ الظّهر.

 

16

من كثرةِ يباسي
ملحمةُ
اخضرارِك.

 

17

القتلُ
بإيلاجِ السّذاجة
في قولٍ مثقوب.

 

18

الغنائيّةُ عصا التّوازنِ لِذِي النَّيْرِ يسيرُ
على حبلٍ مشدودٍ
ما بين أنثاه في الخلف
ووجهِه في الأمامِ البعيد.

 

19

وحده الحرفُ الطّباعيّ
القادرُ
على ازدرادِ تفاهتي.

 

20

والرِّيح،
كلُّ وهلةٍ
نبعٌ وكتاب!

 

21

أقتلُ أَرَقيْ
بباقاتِ أزهاري
على أبوابِ الغرباء.

 

22

اكتبْ قصيدتَكَ
والنّوافذُ مُشرَعةٌ،
يأتِني الضّوء.

 

23

النوافذ بيضاء.
كلّ النوافذ بيضاء،
ليس لكثرة السَّواد!

 

24

أشباهُكَ
سُبَّحةُ المخاوفِ الثلاثة والثلاثين،
و(المئذنةُ) ذبولُ الذّكر
أثناء النّشرة الجويّة.

 

25

الطّقسُ ينبئُ
بشاعرٍ أخرقَ سيدقُّ البابَ،
وفي دواتِه الأرانبُ!

 

26

أقليّاتٌ نصفُ صلعاء،
في طور المضغةِ،
تخنقها الرّغوات!

 

27

قابَ نهدين
أو أدنى،
يقولُ اللاهثُ بزرقةِ الحليب.

 

28

ملحمتُهم
مرّتْ من هناك،
أنبأَنا الغبارُ هنا.

 

29

كُفّي عن الاتّصالِ بي ليلاً،
لتذكِّريني بالفاقدِ،
وتقولي: “لن تكتمِلَ إلا بموقدِ الحطب”!

 

30

العمرُ
كم صديقاً
قدِ انفرَط.

 

31

لِقِلَّةِ الآباءِ في الجوار،
تتكاثرُ المكانسُ،
تتهافتُ الأقراصُ المضغوطة،
ما يُهدِّدُ الكوكبَ بالنساء المبَلَّلاتْ.

*****

خاص بأوكسجين


كاتب ومترجم وناشر من سورية. من مؤلفاته: مجموعة قصصية بعنوان "جمجمة الوقت"" 1993، و""أحرق سفنه إلا نعشاً"" نصوص 2014. صدر له العديد من الترجمات منها: ""رجل في الظلام"" 2010 و""حافة البياض"" 2014 لبول أوستر، و""مع بورخيس"" 2015 و""المكتبة في الليل"" 2015 لألبرتو مانغويل، و""ذلك الشيء الصغير وسيد التبديات"" 2015 لتشارلز سميك وغيرها من مجموعات شعرية وقصائد مختارة مترجمة."