أكرهُ اليومَ بشدةٍ
لأنني فَقدتُ البَارِحَةَ العَادي
كمْ مرةً هَرَبتَ من كلبٍ هزيلٍ وجَائعٍ؟
كمْ مرةً أضعتَ حذاءَكَ المُفضلَ في البَالوعةِ؟
كمْ مرةً سَقطتَ في الوَحل لأنكَ مُستعجلٌ جداً لِتختنِقَ في صَفّ المدرسةِ؟
كمْ مرةً تَمنيتَ أن تَغلقَ الحدودَ بوجهِ ألعاِبِ الأطفاِلِ؟
كمْ مرةً تساءلتَ لمَاذا لا يُنظفونَ معي كلّ هذا الغُبارْ؟
كم مرة اكتشفتَ أنّ سِياجَ المدرسةِ غيرَ موجود؟
كمْ مرةً فقدتَ ذاكرتكَ من العَاشرَةِ الى العِشرينَ سنةٍ؟
كمْ مرةً فقدتَ يدكَ في انفجَار؟
“أيدكْ ويْن ولَكْ،جَايْبلي شظيةْ”
وأنتَ تَبحثُ عنْ كُرتكَ
كمْ مرةً وجدتَ قدم صديقكَ فَوقَ تلك الدكاكينِ؟
“حسنٌ، لديكَ يد مفقودة”
كمْ مرةً شعرتَ بالارْتياحِ وأنتَ تَعُدُ عائلتكَ ليلاً؟
كمْ مرةً فَكرتَ بالتوقفِ عَنِ الرقصِ؟
حسنٌ، أنتَ لا تُجيد شيئاً،فكيفَ بالصراخِ.
***
صُراخٌ بأحذيةٍ فاخرةٍ
عَينَاي تَصطادُ النُعاسَ مِنْ بركةِ دمٍ ابتلعتْ ظلّي.
أرمِي وَجهِيَ على ذِراعيَّ المَبتورِتينِ، ألحسُ أصابِعيْ، أتذوّقُ خَوفي.
يَسقطُ الهَواءُ المُثَقلُ بالّصُّراخِ، أحاول تنَفسَ هَواءِ الذينَ مَاتُوا، تَنامُ الشمسُ في خَفْتِ حَياتنا.
أقدامٌ خَرَجتْ مِنَ النارِ
أنا قَديمٌ جداً، لدرجةٍ لا تُوجد أعَضاءٌ تَصلحُ لِيْ.
أظنهُ أفلسَ تماماً.
أكياسُ النفاياتِ نُزعتْ تواً من رأسي
“المَسيحِ في سِجنِ أبو غْرَيبْ”
يَرْفعُ إبطيهِ لأنفِ اللهِ
يُسلمُ رَقبتهُ لصَفعاتِ المُجَندينَ.
تُمرغُ رُدفيَها بكدسِ لحمٍ من العالمِ الثالثِ
رَدفٌ لكُل غُرفةٍ تَحترَقْ
تعصرُ حُلمتيها على وجُوهنا المُتيبسة.
الزنازينَ، عُلبُ ثُقابٍ بأعوادٍ مُبللةٍ ببولِ مُجندٍ أمريكيٍ
الزنازينَ، عُلبُ ألوانٍ تَتَمرغُ بها المجندةُ وايت.
“الى أحفاديْ، هذه ذكرى مع مؤخراتِ ووجُوهِ العِرَاقيينْ”
أحْلامُنَا المُتدلّية في سَراوِيل من أسلاكٍ شائكةٍ، لنْ تَرتفعْ أعلى مِنْ مُستوى فلاشْ كاميرا المُجند جون.
*****
خاص بأوكسجين