ما بعد الحداثة تُحتضر. ما هو القادم إذاً؟
العدد 215 | 04 تموز 2017
أليسون غيبونس


منذ أواخر ثمانينيات القرن الماضي تكهّن كتّاب وفنانون ونقّاد ومؤرخون كثر بموت حقبة ما بعد الحداثة. وكانت ليندا هوتشيون قد أعلنت وفاتها في الطبعة الثانية من كتابها “سياسات ما بعد الحداثة” The Politics of Postmodernism (2002)عندما قالت “ماتت وانقضى الأمر”. في نظر الكثيرين يحفل التاريخ المعاصر، الذي بدأ مع سقوط جدار برلين في 1989 واكتسب زخماً خلال تسعينيات القرن الماضي والفترة التي تلتها، بأحداث غيّرت مفاهيم كانت راسخة لزمن طويل، ولهذا يشعر المرء وكأننا، على حد وصف الروائي بن ليرنر في كتابه “10.04” أمام لحظة “يعيد العالم ترتيب نفسه” خلالها.  

اتخذت ما بعد الحداثة مظاهر عدة، لذلك لا يوجد إجماع في الرأي على تحديد العوامل التي شكلتها في المقام الأول. فريدريك جيمسون في مقالته “ما بعد الحداثة، أو، المنطق الثقافي للرأسمالية المتأخرة” Postmodernism